فصل لا يخفى عليك أنّ للعام ألفاظا لا يكون ظهورها في العموم محلّ إشكال
لا يخفى عليك أنّ للعام ألفاظا لا يكون ظهورها في العموم محلّ إشكال، و ما ينبغي أن يبحث عنه بعض الألفاظ التي يكون ظهورها محلّ إشكال و كلام فنقول بعون اللّه تعالى: ممّا قالوا بإفادته للعموم النكرة في سياق النهي أو النفي مثل (لا رجل في الدار) و اعلم أنّه كما تكون (كان) تارة تامة و تارة تكون ناقصة ففي الأوّل لا تكون محتاجة الى الخبر و في الثاني تكون محتاجة الى الخبر كذلك (ليس) أيضا تارة تامة و تارة تكون ناقصة.
فكلّما يكون النفي متعلّقا بنفس الطبيعة تكون ليس التامة و كلّما يكون النفي متعلّقا بالطبيعة لا بنفسها بل باعتبار صفة من صفاتها تكون ليس الناقصة. و لذا لو كان النفي متعلّقا بالطبيعة باعتبار صفة من صفات الطبيعة و لم يكن الخبر مذكورا لا بدّ من أن يقال بأنّ الخبر محذوف، و أمّا (ما و لا) النافيتان للجنس فنقول: أمّا لفظ (لا) يكون لنفي الحقيقة و يتعلّق بالطبيعة باعتبار صفة من صفات الطبيعة، لكن فرقها مع (ليس) هو أنّ في (ليس) لو كان النفي باعتبار صفة من صفات الطبيعة يحتاج الى الخبر، و لذا لو لم يكن مذكورا لا بدّ من القول بأنّ خبره محذوف بخلاف (لا)