responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 400

الموضوعة لنفي الجنس.

و السرّ في ذلك هو أنّ (ليس) إذا كانت ناقصة تحتاج الى الخبر و لم يكن الكلام بدونه تامّا بخلاف (لا) الموضوعة لنفي الجنس فإنه لا تكون محتاجة الى الخبر، لكن حيث إنّ نفي الطبيعة يكون باعتبار صفة من صفاتها ففي مقام الشرح تشرح كذلك، فيكون كأنّه خبر في التقدير.

إذا عرفت ذلك فاعلم أنّه كما قلنا لا يتعلّق النفي بالطبيعة من حيث هي، لأنّها ليست إلّا هي فالنفي تعلّق بالطبيعة باعتبار صفة من صفاتها و حيث إنّ أوّل ما يحمل على الطبيعة يكون هو الوجود فعلى هذا لو قال: (لا رجل في الدار) لا يمكن أن يكون النفي بنفس الطبيعة إلّا باعتبار صفة من صفاتها فلا بدّ أن نقول بأنّه لا رجل موجود في الدار، لأنّ الوجود يكون أوّل ما يحمل. فعلى هذا بعد ما كان النفي باعتبار الوجود فنقول حيث إنّ المتكلّم لم يبيّن أنّ أيّ رتبة من الوجود يكون مراده، و لو كان مراده فردا خاصا من الوجود كان عليه أن يبيّنه، فحيث لم يبيّن نحكم بمقتضى مقدمات الحكمة أنّ مراده يكون تمام أفراد الوجود.

فظهر لك أنّ النكرة في سياق النفي تفيد العموم لما قلنا، و لا مانع من أن يكون استفادة العموم بمقدمات الحكمة لما قلنا سابقا، و ظهر لك أيضا أنّ استفادة العموم من النكرة في سياق النفي لا يكون محتاجا لجريان مقدمات الحكمة في نفس الطبيعة، لأنّه بعد ما كان الحكم بالطبيعة باعتبار صفة من صفاتها و لا يكون للطبيعة قيد قبل الوجود فيكون المأخوذ نفس الطبيعة لا بشرط، فلا يكون استفادة العموم محتاجا لجريان مقدمات الحكمة في نفس الطبيعة، بل لا يكون استفادة العموم محتاجا لمقدمات الحكمة إلّا في الوجود و الصفة الطارئة على الطبيعة، و لو كان نفي الطبيعة باعتبار صفة اخرى من صفات الطبيعة غير الوجود فأيضا لا يكون استفادة العموم محتاجا لجريان مقدمات الحكمة في الطبيعة؛ لأنّ نفي الطبيعة يكون باعتبار الصفة،

اسم الکتاب : المحجة في تقريرات الحجة المؤلف : الصافي الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست