بين موضوعات مختلفة و مسائل متشتتة حيث وحدة ذاتية يقع الكلام في أنّ هذه الوحدة من ناحية الموضوعات أو المحمولات أو الغرض، و أيضا يقع الكلام في أنّ أيّا من هذه الثلاثة سبب امتياز العلوم، يعني سبب امتياز كلّ علم عن الآخر؟
و إذا بلغ الأمر الى هذا المقام:
نقول بأنّ امتياز العلوم ليس بالمحمولات، لما قلنا لك من أنّ لازم ذلك هو صيرورة كلّ باب بل و كلّ مسألة علما على حدة، و هذا ممّا لا يمكن الالتزام به، كما أنّ الامتياز ليس بالأغراض كما قلنا سابقا، فما يكون قابلا لأن تمتاز به العلوم- و امتياز العلوم يكون به- هو الموضوعات؛ لأنّ مقتضى الطبيعة ذلك، فإنّ رتبتها مقدمة على المحمولات و الأغراض فهي مع تقدّم رتبتها مقدمة لأن يكون بها تمايز العلوم؛ لأنّ معها لا تصل النوبة للأغراض فيكون امتياز العلوم بالموضوعات، و بينها تكون وحدة ذاتية.
فعلى هذا نقول بأنّ موضوعات مسائل علم الأصول بينها وحدة ذاتية التي بها تمتاز عن موضوعات علوم أخر، فإذا كان كذلك فعلم الاصول علم مستقل و فنّ مخصوص في قبال سائر الفنون، فما قاله شيخ هادي الطهراني ليس في محلّه.
و أيضا عرفت ممّا مرّ أنّ امتياز العلوم بالموضوعات لا بالمحمولات و الأغراض، لما قلنا.