responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 65

العلمي ، وتطوراتها موضوعاً لعلم آخر باسم فلسفة التاريخ ؟ مع ان الجمع بينهما غير ممكن ، لأن الكون سكون والتطور حركة فلا بد من اختيار احدهما ، فأما ان نتصور المجتمعات في حالة الكينونة واما في حالة التطور .

ويمكن تعميم السؤال بأن يقال بوجهٍ عام : إنّ معرفتنا وفكرتنا عن العالم ، وعن المجتمع بما هو جزء من العالم ، إمّا أن تكون على أساس أنّها أُمور ساكنة متوقّفة ، وإمّا أن تكون على أساس أنّها أُمور جارية متحرّكة ، فإن كان العالم متوقّفاً ساكناً فله كون وليس له تطوّر، وان كان متحركاً جارياً فله تطوّر وليس له كون . ومن هنا نجد أنّ أهم انشعاب في المدارس الفلسفية هو تقسيم النظام الفلسفي إلى طائفتين رئيسيتين : فلسفة الكون وفلسفة التطوّر . فالقسم الأول هو الفلسفة التي تمنع من اجتماع الوجود والعدم ، وتقول باستحالة التناقض ، وتفترض أنّ الوجود إذا كان فالعدم مستحيل وبالعكس ، فلابد من اختيار أحد الوجهين . وحيث إنّ الوجود موجود بالضرورة ، ولا يمكن دعوى بطلان العالم ؛ إذن فالسكون والتوقّف مسيطر عليه . وأمّا القسم الثاني من الفلسفة فهي التي تقول بإمكان اجتماع الوجود والعدم ، وهو معنى الحركة ، إذ ليست الحركة إلاّ أن يكون الشيء معدوماً في نفس الوقت الذي يكون فيه موجوداً . إذن فلسفة الكون وفلسفة التطوّر فكرتان متخالفتان في الوجود . ولابد من اختيار أحدهما ، فإذا التحقنا بالطائفة الأُولى فلابد من القول بأنّ المجتمعات كائنة ولكنّها ليست متطوّرة ، وبالعكس من ذلك إذا التحقنا بالطائفة الثانية ، فلابد من القول بأنّ المجتمعات متطوّرة وليس له كون . إذن فإمّا أن يكون لنا تاريخ علمي وإمّا أن يكون لنا فلسفة

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست