responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63

أنّه علم بمجموعة من الأُمور الشخصية والفردية لا العلم بالكلّيّات والقواعد والضوابط العامة ، كما أنّه علم نقلي لا عقلي وعلم بالأكوان لا بالتطوّرات وبالماضي لا بالحاضر ، ونطلق عليه اصطلاحاً ( التاريخ النقلي ) .

2 ـ العلم بالقواعد والسنن المهيمنة على حياة الماضين ، حسبما يستفاد من النظر والتحقيق في الحوداث والوقائع الماضية . ومحتوى التاريخ النقلي أي الحوادث الماضية بمنزلة المبادئ والمقدّمات لهذا العلم . فتلك الحوادث للتاريخ بهذا المعنى كالعناصر التي يجمعها العالم الطبيعي في مختبره ، ويجري عليها تجاربه بالتحاليل والتركيب والملاحظة لاكتشاف خصائصها وطبائعها ، وروابطها العلّية والمعلولية ، واستنباط القوانين الكلّيّة بهذا الشأن . فالمؤرّخ بالمعنى الثاني بصدد اكتشاف طبيعة الحوادث التاريخية وروابطها العلّية والمعلولية للوصول إلى مجموعة من القواعد والضوابط العامة ، التي يمكن تعميمها لجميع الموارد المشابهة في الحال والماضي ، ونطلق عليه اصطلاحاً ( التاريخ العلمي ) .

وموضوع البحث في التاريخ العلمي وإن كان الحوادث والوقائع الماضية ، إلاّ أنّ ما يستنبطه من القواعد والقضايا لا يختص بالماضي .

بل يمكن تعميمها للحاضر والمستقبل . وهذه الجهة تجعل التاريخ نافعا ومنبعاً من منابع معرفة الإنسان ، الأمر الذي يسلّطه على مستقبله .

إنّما الفرق بين ما يعمله المحقّق في التاريخ العلمي ، وما يفعله العالم الطبيعي في أنّ عناصر التحقيق العلمي مجموعة أشياء موجودة حاضرة عينيّة ، فبالطبع تكون التجارب والتحاليل عينيّة وتجريبية ، وعناصر التحقيق التاريخي شؤون قد مضى زمان تحقّقها فهي الآن غير

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست