لحكمة في أصل الخلقة ، وهو معرفة الأفراد حسب انتسابهم إلى القبيلة والشعب . وهذه الحكمة لا تتوقّف على بقاء القوميات والشعوب على استقلالها القومي .
5 ـ إنّ ما ذكرناه حول النظرية الإسلامية في وحدة ماهيّة المجتمعات واختلافها ـ وأنّ وجهة السير الطبيعية للمجتمعات نحو المجتمع الموحد ، والثقافة الموحّدة ، وأنّ التنظيم الأساسي في الإسلام هو استقرار هذا المجتمع وهذه الثقافة في النهاية ـ كافٍ في رد هذه النظرية . وإنّ أساس حكمة المهدوية في الإسلام هو هذه النظرة إلى مستقبل الإسلام والإنسان والكون .
إلى هنا ننتهي من البحث حول المجتمع وفيما يلي مباحث التاريخ .
ما هو التاريخ ؟
يمكن تعريف التاريخ بثلاثة وجوه ، وبعبارة اقرب إلى الواقع : يمكن أن يكون للتاريخ ثلاثة علوم مترابطة :
1 ـ العلم بالوقائع والحوادث والأوضاع وأحوال البشر في الزمان الماضي ، في قِبال الأوضاع والأحوال الموجودة حالاً . فكل وضع وحالة وحادثة ما دامت متعلّقة بزمان الحال ، أي الزمان الذي يبحث فيه عنها تُعتبر حوادث اليوم ووقائعه وتسجّل في الجرائد وما يشابهها ، وأمّا إذا انقضى زمانه وتعلّق بالماضي أصبح جزءاً من التاريخ ومرتبطاً به . إذن فالعلم بالتاريخ بهذا المعنى هو العلم بالوقائع والحوادث الماضية وأوضاع وأحوال الماضين . فالتراجم والملاحم والسِيَر التي تُدوَّن في مختلف الشعوب كلها من هذا القبيل . وهو من العلوم الجزئية بمعنى