responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30

والعصيان لها . وهذا يدل على أنّ القرآن يؤيّد وجود نوع من الحياة للمجتمع هي الحياة الاجتماعية ، فالحياة الاجتماعية ليست مجرّد تمثيل واستعارة بل هي حقيقية واقعية ، كما أنّ الموت الاجتماعي حقيقة بدوره أيضاً .

قال تعالى في سورة الأعراف / 34 : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) ، هذه الآية تتحدث عن حياة لها أجل لا يمكن التخلّف عنه ، ولا يتقدّم ولا يتأخّر . وهذه الحياة متعلّقة بالأُمّة ( المجتمع ) ، لا الفرد . ومن الواضح أنّ الأفراد لا يفقدون حياتهم الفردية دفعةً واحدة وفي آن واحد ، بل بالتناوب والافتراق .

وقال تعالى في سورة الجاثية / 28 : ( كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتَابِهَا ) .

ويظهر من هذه الآية أنّ الكتاب ( صحيفة الأعمال ) لا يختص بالفرد حيث يستقل كل من الأفراد بكتابه ، بل المجتمعات أيضاً لها صحف أعمال ، ويُدعى كل مجتمع إلى كتابه ؛ وليس ذلك إلاّ من جهة أنّ المجتمعات تُعد من الموجودات الحيّة الشاعرة القابلة للتكليف والخطاب .

وقال تعالى في سورة الأنعام / 108 : ( زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) هذه الآية تدل على أنّ كل أُمّة لها شعور واحد ، ومقاييس خاصة ، وأُسلوب خاص للتفكير ، وأنّ الإدراك والشعور الاجتماعي لكل أُمّة يختص بها ، وأنّ كل أُمّة لها مقاييسها الخاصة في الحكم ، خصوصاً في المسائل المربوطة بالإدراكات العلمية ، ولكل أُمّة ذوق إدراكي خاص ، وربّما تستحسن أُمّة عملاً بينما تستقبحه أُمّة أُخرى ، فالجو الاجتماعي

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست