responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 26

ولكنّ هويّة الأجزاء لا تنحل في الكل ، فليس للكل المركّب وجود مستقل عن وجودات الأجزاء ، بل هو عبارة عن مجموع الأجزاء مضافاً إلى الربط المخصوص فيما بينها .

وهكذا المجتمع ، فهو مركّب من مجامع ومؤسّسات أصلية وفرعية ، وهذه المجامع والأفراد كلها مرتبطة مع بعض ، والتغيّر الطارئ على كل مجمع يؤثّر على سائر المجامع ، سواء كان ذلك المجمع ثقافياً أم دينياً أم اقتصادياً أم قضائياً أو تربوياً . والحياة الاجتماعية ظاهرة قائمة بالمجتمع ككل ، من دون أن يفقد الأفراد في المجتمع أو في كل مجمع بخصوصه هويّته الشخصية .

ج ـ إنّ المجتمع مركّب حقيقي من نوع المركّبات الطبيعية ، إلاّ أنّه يتركّب من النفسيات والأفكار والعواطف والميول والإرادات دون الأجسام والظواهر ، فهو تركيب من الثقافات ، كما أنّ العناصر المادية بالتفاعل مع بعض تمهّد الطريق لحدوث ظاهرة جديدة ، وبالعبارة الفلسفية أجزاء المادة بالفعل والانفعال والكسر والانكسار ، فيما بينها تستعد لقبول صورة جديدة ويحدث المركّّب الجديد ، والأجزاء تستمر في وجودها ولكن بصورة جديدة وماهيّة حادثة ، كذلك أفراد الإنسان يدخلون في نطاق المجتمع وكل منهم يحمل مواهبه الفطرية وثروته المكتسبة من الطبيعة ، ثم يندمجون مع بعض بنفوسهم ونفسيّاتهم وتتحقق نفس جديدة يُعبّر عنها بالروح الجماعية ، فهذا التركيب تركيب طبيعي من جهة أنّ أجزاءه تؤثّر وتتأثّر كل من الآخر تأثّراً عينياً خارجياً ، يوجب التغيير في الأجزاء وكسب هويّة جديدة ، ولكنّه يتميز

اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست