اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 160
ثوريين . فكيف التوفيق ؟ بسيطٌ جدّاً ، لا بد أن نحكم بصورة قطعية ومن دون شك أنّ وراء الأكمة ما وراها . فالطبقة الحاكمة لمّا وجدت كيانها في خطر أوعزت إلى رجال الدين المرتبطين بها أن يلعبوا دور الرّجل الثّوري ؛ لينقذوا بذلك أنفسهم من السقوط .
هذه هي نتيجة المعرفة الماركسية ( عفواً ! القرآنية . ) ومعلوم من هو المستفيد من هذه النتيجة .
النقـد :
إنّ ما مرّ من توجيه المادية التاريخية من وجهة نظر القرآن الكريم ، منها ما هو خطأ أساساً ، ومنها ما هو صحيح في نفسه ، والخطأ في الاستنتاج ، وإليك تفصيل ذلك :
أولاً : إنّ ما قيل من أنّ القرآن يقسّم المجتمع إلى قطبين ماديين ، وقطبين معنويين ، وأنّه يعتبرهما متطابقين ، أي إنّ الكافرين والمشركين والمنافقين والفاسقين والمفسدين في القرآن هم الملأ ، والمستكبرين والجبابرة ، وبعكس ذلك المؤمنون والموحدّون والصالحون والشهداء ، فهم من الطبقة المستضعفة المحرومة ، وأنّ مواجهة الكفار والمؤمنين انعكاس من المواجهة الأساسية بين المستضعفين والمستكبرين . ( إنّ ذلك كله ) كذب محض . فلا يستفاد هذا التطابق من القرآن أبداً ، بل يستفاد عدم التطابق .
فالقرآن في دروسه التاريخية يعرّفنا بمؤمن من صلب طبقة الملأ والمستكبرين ، وأنّهم ضد تلك الطبقة وقيمها . ومن هذا القبيل مؤمن آل فرعون الذي وردت قصته في سورة من القرآن بنفس هذا
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 160