اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 159
دون تقيّد بشرط : من كونهم موحدين أو مشركين أو عبدة أوثان . فلا فرق بين كونهم مؤمنين أو غير مؤمنين . أي إنّ كلمة ( الذّين ) في الآية للاستغراق وتفيد العموم . والسنّة الإلهية قائمة على انتصار المستضعف بما هو مستضعف على المستكبر . وبعبارة أُخرى إن الماهية الأصلية للصراع الموجود في طول التاريخ هي صراع المحرومين والظالمين ، والسنة التطورية في العالم على أساس انتصار المحرومين على الظالمين .
ج ـ إن إرادة الله تعالى إنما تتحقق بواسطة المستضعفين أنفسهم ، وإنّ القادة والمتقدمين والأنبياء والشهداء يبعثون من الطبقة المستضعفة بالضرورة دون غيرها .
د ـ إن بين الموقع الفكري والاجتماعي والوضع الطبقي تطابق وتوافق دائماً .
إذن فيستفاد من هذه الآية الكريمة عدة أُصول ماركسية حول التاريخ ، ويستفاد أنّ القرآن قد بيّن نفس نظرية ماركس وفلسفته قبل ولادته بألف ومئتين سنة .
حسناً ! إذا تمّت هذه المعرفة القرآنية ـ كما يزعمون ـ حول التاريخ ، فما هي النتيجة التي نستفيدها من هذه المعرفة في تحليل التاريخ المعاصر ؟ وقد ذكر هؤلاء مثلاً باستعجال مع الاستناد إلى هذا الأصل القرآني ـ بزعمهم ـ والاستنتاج منه ، فذكروا حركة رجال الدين الحاليّة كمثال لتجربة هذا الأصل . يقولون : إنّ القرآن علّمنا أنّ الطبقة المتقدمة وقادة الثورات يجب أن يكونوا من الطبقة المستضعفة ، ونحن نجد اليوم أنّ رجال الدّين ( وهم كانوا قبل اليوم أحد الأبعاد الثلاثة لنظام الاستثمار في التاريخ ) وقد بدّلوا موقعهم الاجتماعي وأصبحوا
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 159