اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 158
الشهداء المنزوعين [1] من بينهم هم يقومون بالخطوات الأُولى في النضال مع الأنظمة الطاغية والمستثمرة ، الخطوات التي تمهّد الطريق لإمامة ووراثة المستضعفين . وهذا المعنى في الواقع انعكاس لمعرفتنا القرآنية عن الثورات التوحيدية والأحداث التاريخية [2] ، بمعنى أنّه كما أنّ الثورات التوحيدية من وجهة النظر الاجتماعية تدور حول محور إمامة المستضعفين ووراثتهم في الأرض ، كذلك لا بد من أن ينبعث قادتها الطبقة المتقدمة فيها من بين المستضعفين بالضرورة . ولا بدّ من أن يكون الموقع الإيديولوجي والموضع الاجتماعي هما الموقع الفكري ، والموقف الاجتماعي الخاص بالمستضعفين ) .
هذا البيان يشمل عدّة نقاط :
أ ـ إنّ المجتمع ينقسم في نظر القرآن دائماً إلى قطبين : المستكبرين والمستضعفين .
ب ـ إنّ إرادة الله تعالى ـ وبتعبير المقال موقف البارئ وجميع مظاهر الوجود ـ متعلقة بإمامة ووراثة المستضعفين والمأسورين بوجه عام ، من
=
الرسل من الأُمم ، وهم الجماهير الكادحة . وسيأتي الكلام والبحث حول هذا الاستدلال .
[1] ورد فيها أيضاً الإشارة إلى الآية / 57 من القصص وهي قوله تعالى ( ونزعنا من كل أُمة شهيداً . . . ) وافترض أنّ مفاد الآية أنّ الشهداء والمقتولين في سبيل الله هم دائماً يقومون من بين الأُمم والجماهير الكادحة . وسيأتي الكلام حول هذه الآية أيضاً .
[2] إنّ هؤلاء لم يريدوا أن يصرّحوا بأنّهم يبحثون عن الشاهد للمادية التاريخية الماركسية ، فعرضوا منسوجاتهم تحت ستار ( انعكاس المعرفة القرآنية ) .
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 158