اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 157
للوقوع تحت استثمار الآخرين هي الثقافة والحركة والثورة ، وحيث إنّ هذه الخصلة توافق قانون التكامل الكوني فهي المنتصرة قطعاً .
وهنا لا بأس بنقل قسم من المقال الذي نظّمه ونشره في رسالة جماعة من المثقفين المسلمين ، الذين تجاوزوا الحد في التثقيف ، ووصلوا إلى حدّ التأثر العميق بالماركسية ، فننقله مع استنتاجه . وقد ورد في ذلك المقال في ذيل الآية الكريمة السابقة هكذا :
( إنّ ألطف ما في الآية هو الموقف الذي اتّخذه الباري ، وجميع مظاهر الوجود في قبال مستضعفي الأرض . ولا شكّ أنّ مستضعفي الأرض في التفكير القرآني هم أولئك الأُناس المحرومين المأسورين الذين لا يملكون مصائرهم جبراً وقهراً . وبملاحظة هذا المعنى ، والتوجّه إلى الموقف الذي اتّخذه الباري وجميع مظاهر الوجود في قبالهم أي الإرادة المطلقة الحاكمة على الكون المتعلقة بالمنّة عليهم ، يثار هذا السؤال ، وهو أنّه مَن سيقوم بتحقيق هذه الإرادة الإلهية ؟ . والجواب واضح ، وذلك إذا لاحظنا أنّ النظام الإداري للمجتمعات ينقسم إلى قطبي التناقض ( المستضعفين والمستكبرين ) ، وعلمنا من جهة أُخرى أنّ الإرادة الإلهية متعلقة بإمامة ووراثة المستضعفين الأرض ، وانعدام الأنظمة المستكبرة وانتفائها في نهاية الأمر ؛ نعلم أنّ الذي يحقق الإرادة الإلهية هم نفس المستضعفين ورسلهم ، والمثقفون الملتزمون المنبعثون من بينهم .
وبعبارة أُخرى : إنّ الرسل المبعوثين [1] من بين المستضعفين ،
[1] ورد في تعليقهم الإرجاع إلى الآية / 2 من سورة الجمعة ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً ) والآية / 129 من سورة البقرة ، حيث يستفاد منهما أنّ
=
اسم الکتاب : المجتمع والتاريخ المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى الجزء : 1 صفحة : 157