الْفَصْلُ السَّادِسُ: فِي بَقِيَّةِ الصَّلَوَاتِ:
فَمِنْهَا الْجُمُعَةُ
وَ هِيَ رَكْعَتَانِ كَالصُّبْحِ عِوَضَ الظُّهْرِ وَ يَجِبُ فِيهَا تَقْدِيمُ الْخُطْبَتَيْنِ الْمُشْتَمِلَتَيْنِ عَلَى حَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ الْوَعْظِ وَ قِرَاءَةِ سُورَةٍ خَفِيفَةٍ، وَ يُسْتَحَبُّ بَلَاغَةُ الْخَطِيبِ وَ نَزَاهَتُهُ وَ مُحَافَظَتُهُ عَلَى أَوَائِلِ الْأَوْقَاتِ وَ التَّعَمُّمُ وَ الاعْتِمَادُ عَلَى شَيءٍ، وَ لَا يَنْعَقِدُ إِلَّا بِالْإِمَام أَوْ نَائِبِهِ وَ لَوْ فَقِيهاً مَعَ إِمْكَانِ الاجْتِمَاعِ فِي الْغَيْبَةِ وَ اجْتِمَاعِ خَمْسَةٍ، فَصَاعِدا أَحَدُهُمْ الْإِمَامُ وَ تَسْقُطُ عَنِ الْمَرْأَةِ وَ الْعَبْدِ وَ الْمُسَافِرِ وَ الهم وَ الْأَعْمَى وَ الْأَعْرَجِ وَ مَنْ بَعُدَ مَنْزِلُهُ بِأَزْيَدَ مِنْ فَرْسَخَيْنِ، وَ لَا تَنْعَقِدُ جُمُعَتَانِ فِي أَقَلَّ مِنْ فَرْسَخٍ.
وَ يَحْرمُ السَّفَرُ بَعْدَ الزَّوَالِ عَلَى الْمُكَلَّفِ بِهَا، وَ يُزَادُ فِي نَافِلَتِهَا أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ وَ الْأَفْضَلُ جَعْلُهَا سُدَاسَ فِي الْأَوْقَاتِ الثَّلَاثَةِ وَ رَكْعَتَانِ عِنْدَ الزَّوَالِ، وَ الْمُزَاحَمُ عَنِ السُّجُودِ يَسْجُدُ وَ يَلْتَحِقُ فَإِنْ سَجَدَ مَعَ ثَانِيَةِ الْإِمَامِ نَوَى بِهِمَا الْأَوْلَى.
وَ مِنْهَا صَلَاةُ الْعِيدَيْنِ
وَ تَجِبُ بِشُرُوطِ الْجُمُعَةِ وَ الْخُطْبَتَانِ بَعْدَهَا، وَ يَجِبُ فِيهَا التَّكْبِيرُ زَائِداً عَنِ الْمُعْتَادِ خَمْساً فِي الْأُولَى وَ أَرْبَعَا فِي الثَّانِيَةِ وَ الْقُنُوتُ بَيْنَهَا وَ يُسْتَحَبُّ بِالْمَرْسُومِ، وَ مَعَ اخْتِلَالِ الشَّرَائِطِ تُصَلَّى جَمَاعَةً وَ فُرَادَى مُسْتَحَبّاً وَ لَوْ فَاتَتْ لَمْ يُقْضَ.
وَ يُسْتَحَبُّ الْإِصْحَارُ بِهَا إِلَّا بِمَكَّةَ، وَ أَنْ يَطْعَمَ فِي الْفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِهِ وَ فِي الْأَضْحَى بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ، وَ يُكْرَهُ التَّنَقُّلُ قَبْلَهَا وَ بَعْدَهَا إِلَّا بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ يُسْتَحَبُّ التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ عَقِيبَ أَرْبَعٍ أَوَّلُهَا الْمَغْرِبُ لَيْلَتَهُ وَ فِي الْأَضْحَى عَقِيبَ خَمْسَ عَشَرَ بِمِنًى وَ عَشْرٍ بِغَيْرِهَا أَوَّلُهَا ظُهْرَ النَّحْرِ وَ صُورَتُهُ:
اللّٰهُ أَكْبَرُ اللّٰهُ أَكْبَرُ اللّٰهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّهُ وَ اللّٰهُ أَكْبَرُ لِلّٰهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا هَدَانَا.