responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكافي في اصول الفقه المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 288

النزاع إلى النزاع في ظهور الكلام في كون الشيء غاية. فإن التعبير بالغاية إنما وقع في كلام أهل الفن تسامح، من دون أن يتضمنه الكلام الذي وقع النزاع في دلالته علىالمفهوم، وإنماتضمن الكلام أدوات خاصة، مثل: (حتى) و(إلى). ومرجع النزاع في المقام إلىالنزاع في ظهور تلك الأدوات في كون ما بعدها غاية للنسبة بحيث ترتفع بعده، وعدم ظهورها في ذلك، بل إنما تدل على مجرد استمرار النسبة إليه، سواءً انتهت به أم بقيت بعده.

ونظير ذلك تعبيرهم عن المقدم في الشرطية بالشرط، فإن فرض كونه شرطاً ملازم لدلالة القضية على المفهوم، والنزاع في دلالتها عليه راجع للنزاع في ظهور الأدوات في شرطيته للجزاء، أو في مجرد تحققه حينه، وإن أمكن أن يتحقق بدونه.

الكلام في دلالة الأدوات على الغاية والانتهاء زائداً على الاستمرار

وحينئذٍ لا ينبغي التأمل في عدم دلالة الأدوات المذكورة على الانتهاء والغاية، بل على مجرد الاستمرار فيما لو كانت قيوداً لفعل المكلف، لا للحكم، فقولنا: سرت من الكوفة إلى البصرة، أو حتى دخلت البصرة، لايستفاد منه انتهاء السير بالبصرة، بحيث لا سير بعد الدخول إليه، وقولنا: سر من الكوفة إلى البصرة، لايستفاد منه إلا تقييد السير الواجب بأن يستمر للبصرة وإن لم ينته به، بل يستمر بعده. وكذا الحال في الغاية الزمانية، كمالو قيل: سرت إلى ساعة، أو:سر إلى ساعة، حيث لايستفاد الانتهاء بالمدخول إلا بقرينة خارجة عن ذلك، كورود الكلام في مقام التحديد، حيث يستفاد المفهوم معه حتى في اللقب والعدد، كما يأتي إن شاء الله تعالى.

ولعل شيوع ورود الأدوات المذكورة في المورد المذكور هو الموهم لدلالتها على الانتهاء والغاية زائداً على الاستمرار. لكن تشخيص المفاد الوضعي إنما يكون بملاحظة الموارد الخالية عن القرائن الخارجية. وربما يكون أظهرها موارد الاستفهام، كما لو قيل:هل سرت من الكوفة إلىالبصرة،

اسم الکتاب : الكافي في اصول الفقه المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست