كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) جالساً يوماً في بيته ، وقد جلس إلى جانبيه طِفلان صغيران : العباس ، وزينب .
قال علي ٌّ(عليه السلام) للعباس : (قُلْ : واحد) .
ـ واحد .
ـ (قُلْ : اثنان) .
ـ أستحيي أنْ أقول باللسان الذي قُلت به : واحد ، أنْ أقول اثنان !
ـ فقبَّل عليٌّ (عليه السلام) عينيه ... ثمَّ التفت إلى زينب ، وكانت على يساره فقالت : يا أبتا ، أتُحبُّنا ؟
ـ (نعم يا بُنيَّتي ، أولادُنا أكبادُنا !) .
ـ يا أبتاه ، حُبَّان لا يجتمعان في قلب المؤمن : حُبُّ الله ، وحُبُّ الأولاد ، وإنْ كان لا بُدَّ ، فالشَّفقة لنا والحُبُّ لله خالصاً .
فازداد عليٌّ (عليه السلام) بهما حُبَّاً .
إنَّ تقبيل الإمام (عليه السلام) عيني طفله الصغير ، على صراحته واستقامته ، وازدياد حُبِّه له ولأُخته الصغيرة ، مُكافأة جميلة لهما ؛ على ما صدر منهما . وفي الواقع فإنَّ بيت عليٍّ (عليه السلام) كان طافحاً بالتوحيد والإيمان ، مليئاً بالحُبِّ الإلهيِّ والفَناء في ذاته ... ولذلك ؛ فإنَّ الأطفال قد تلقُّوا تربيةً سليمة ، وطفحت قلوبهم كأبيهم ـ بحُبِّ الله وتوحيده [1] .