رأى النبي (صلى الله عليه وآله) أعرابيَّاً يدعو في صلاته ، ويتضرَّع إلى الله تعالى بعبارات عميقة ومضامين عالية . فأثَّرت كلماته المتينة ، وعباراته المُشيرة إلى وعي صاحبها ، والكاشفة عن درجة الإيمان والكمال التي هو عليها في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فعيَّن شخصاً لانتظار الأعرابي ، حتَّى يفرغ مِن صلاته ، فيأتي به إليه . وما أنْ فرغ الأعرابي حتَّى مَثُل بين يديه ، فأهداه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)قطعة مِن الذهب ، ثمَّ سأله مِن أين أنت ؟
ـ مِن بني عامر بن صَعصعة .
ـ هل عرفت لماذا أعطيتك الذهب ؟! إنَّ للرحم حَقَّاً ، ولكنْ وهبته لك لحُسن شأنك على الله عَزَّ وجَلَّ .
يبعث استحسان النبي وتشجيعه ، الرغبة في عمل الخير في نفس الأعرابي ، أكثر مِن السابق هذا مِن جِهةٍ ، ومِن جِهة أُخرى يؤدِّي إلى أنْ يُقتدي الآخرون به [1] .