لقد أنقذ الإسلام كثيراً مِن المسلمين ، الذين كانوا ينتمون إلى عوائل وضيعة ، بمنعه مِن ذَمِّ بعضهم البعض ، وهكذا نجد أنَّ هؤلاء يتواصلون مع الناس ، ويُعاشرونهم دون شعور بالخَجل والانحطاط ، وإذا كان أحدٌ مِن المسلمين يوجِّه الذَّمَّ نحوهم ، فإنَّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)كان يمنعه مِن ذلك بصراحة .
كلُّنا نعلم ما كان يقوم به أبو جهل في صدر الإسلام ، مِن مُعارضة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في نشر دعوته ، وقد اشتهر بسبب ما أضمر ، وفظاعة الجرائم التي قام بها ، بالخيانة والدنس بين المسلمين .
وقد حضر ابنه عكرمة بعد موت أبيه ، بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)واعتنق الإسلام ، فقبل النبي إسلامه ، واحتضنه وأثنى عليه ، لكنْ لمَّا كان عكرمة ينتمي إلى أُسرة أصرَّت على الكُفر ، واشتهرت بسوء السُّمعة بين المسلمين ، فإنَّ ذلك كان داعياً إلى احتقاره مِن قبل المسلمين ، وفي رواية أنَّ المسلمين كانوا يقولون : (هذا ابن عدوِّ الله أبي جهل ؛ فشكا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فمنعم مِن ذلك ، ثمَّ استعمله على صدقات هوازن) [1] .