responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73

بَلاغة صَبيٍّ

لمَّا آلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ، أخذت الوفود تتقاطر عليه مِن أنحاء البلاد لتهنئته ... وكان مِن تلك الوفود وفد الحِجاز . وكان في ذلك الوفد صبيٌّ صغير ، قام في مجلس الخليفة ليتكلَّم ، فقال له الخليفة : ليتكلَّم مَن هو أكبر مِنك سِنَّاً .

فقال الطفل : أيُّها الخليفة ، إنْ كان المقياس للكفاءة كِبَر السِّنِّ ؛ ففي مجلسك مَن هو أحَقُّ بالخلافة مِنك .

تعجَّب عمر بن عبد العزيز مِن هذا الكلام ، ثمَّ أذِنَ له بالكلام ، فقال :

لقد قصدناك مِن بلدٍ بعيد ، وليس مَجيئنا لطمع فيك ، أو خوف مِنك ... لأنَّنا مُتنعِّمون بعدلك ، ومُستقرُّون في بيوتنا بأمن واطمئنان ... ولا نخاف منك ؛ لأنَّنا نجد أنفسنا في أمن مِن ظلمك ، وإنَّ مجيئنا إليك إنَّما هو لغرض التقدير والشكر .

فقال له عمر بن عبد العزيز : عِظْني .

قال الصبي : لقد أُصيب بعضٌ بالغرور ؛ لنعم الله عليهم ، وأُصيب آخرون بذلك ؛ لمدح الناس إيَّاهم ؛ فاحذر مِن أنْ يبعث هذان الأمران الغُرور فيك ؛ فتنحرف في تدبير شؤون الدولة .

سُرَّ عمر بن عبد العزيز لهذا الكلام كثيراً ، وسأل عن عمر الصبي .

فقيل له : هو ابن اثنتي عشرة سنة [1] .


[1] الطفل ، ج2 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست