responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 381

إنَّ ناساً كهؤلاء لا يُستعان بهم في سبيل الله

كان أبو جعفر (محمد بن القاسم العلوي) مِن أبناء رسول الله ، ويصل نسبه مِن جانب أبويه في ثلاثة أظهر إلى الإمام السجاد (عليه السلام) .

كان عالماً فقيهاً مؤمناً حُرَّاً شجاعاً ، وكان يسكن الكوفة ويواصل نشاطه ضِدَّ حكومة المُعتصم العباسي الظالمة ، وعندما عزمت سُلطات الحُكم على القضاء عليه ، اضطرَّ إلى ترك الكوفة إلى أرض خراسان الواسعة .

هناك ظلَّ زماناً ينتقل مِن مدينة إلى أُخرى ، حتَّى انتهى به الأمر إلى المقام في مدينة (مرو) حيث راح يُحرِّض الناس على حُكم المُعتصم ، فتجمَّع حوله الناس المظلومون والمحرومون ، وبايعه في فترة قصيرة أربعون ألف شخصٍ .

وفي إحدى الليالي جمع الجُند ليتحدَّث إليهم عن الانتفاضة ، وليعدهم لمواجهة جنود المُعتصم ، وقبل أنْ يُباشر الكلام ويشرح برنامجه للجند طرق سمعه صوت رجل يبكي ، فعجب لذلك وسأل عن الباكي والسبب .

فظهر بعد التحقيق أنَّ أحد الجنود قد انتزع مِن أحدهم بساطه بالقوَّة ، فأخذ هذا يبكي بصوت مُرتفع ، فاستدعى محمد بن القاسم الجندي ، وسأله عمَّا دفعه إلى القيام بذلك الأمر القبيح ؟

فقال الجندي : لقد بايعناك لكي نتمكَّن مِن أخذ ما نشاء مِن أموال الناس ، وأنْ نفعل ما نُريد !

فأمر محمد بإرجاع البساط إلى صاحبه ، وحلَّ الجُند قائلاً : إنَّ ناساً كهؤلاء لا يُمكن أنْ يُستعان بهم في سبيل دين الله [1] .


[1] الأخلاق ، ج2 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست