responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 366

وبذلك ألقى الله بدمه ، وكان رسول الله خصمي فيه وإلاَّ قُتلت فأنا أولى بالحيرة منك وأنت ترى احتسابي وصبري .

فقلت : يكفيك الله ، وأطرقت خَجلاً منه .

فقال لي : لا أجمع عليك التوبيخ والمنع ، اسمع البيتين واحفظهما . فأعادهما عليَّ مِراراً حتَّى حفظتهما ثمَّ دُعي به وبيَّ ، فلمَّا قُمنا قلت : مَن أنت أعزَّك الله ؟

قال : أنا حاضر صاحب عيسى بن زيد .

فأُدخلنا على المهدي فلمَّا وقف بين يديه قال له : أين عيسى بن زيد ؟

قال ما يُدريني أين عيسى ، طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد ، وأخذتني فحبستني فمِن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس ؟!

فقال له : فأين كان مُتوارياً ؟ ومتى آخر عهدك به ؟ وعند مَن لقيته ؟

فقال : ما لقيته مُنذ توارى ولا أعرف له خبراً .

قال : والله ، لتدُلَّني عليه أو لأضربَنَّ عُنقك الساعة .

قال : اصنع ما بدا لك ! أنا أدلُّك على ابن رسول الله لتقتله فألقى الله ورسوله يُطالباني بدمه . والله ، لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه .

ثمَّ دعاني فقال : أتقول الشعر أو ألحقك به .

فقلت : بلْ أقول الشعر .

فقال : أطلقوه .

تُجيز التعليمات الإسلاميَّة للمسلمين لكي يُحافظوا على حياتهم وعند الضرورة أنْ يرتكبوا بعض المُحرَّمات بقدر الضرورة ، ولكنْ ما مِن مسلم يجوز له أنْ يُضحِّي بحياة أخيه في الدين مِن أجل نفسه هو ، كأنْ يقتله أو يدفع به للقتل لينجو هو بحياته [1] .


[1] الأخلاق ، ج2 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست