وبذلك ألقى الله بدمه ، وكان رسول الله خصمي فيه وإلاَّ قُتلت فأنا أولى بالحيرة منك وأنت ترى احتسابي وصبري .
فقلت : يكفيك الله ، وأطرقت خَجلاً منه .
فقال لي : لا أجمع عليك التوبيخ والمنع ، اسمع البيتين واحفظهما . فأعادهما عليَّ مِراراً حتَّى حفظتهما ثمَّ دُعي به وبيَّ ، فلمَّا قُمنا قلت : مَن أنت أعزَّك الله ؟
قال : أنا حاضر صاحب عيسى بن زيد .
فأُدخلنا على المهدي فلمَّا وقف بين يديه قال له : أين عيسى بن زيد ؟
قال ما يُدريني أين عيسى ، طلبته وأخفته فهرب منك في البلاد ، وأخذتني فحبستني فمِن أين أقف على موضع هارب منك وأنا محبوس ؟!
فقال له : فأين كان مُتوارياً ؟ ومتى آخر عهدك به ؟ وعند مَن لقيته ؟
فقال : ما لقيته مُنذ توارى ولا أعرف له خبراً .
قال : والله ، لتدُلَّني عليه أو لأضربَنَّ عُنقك الساعة .
قال : اصنع ما بدا لك ! أنا أدلُّك على ابن رسول الله لتقتله فألقى الله ورسوله يُطالباني بدمه . والله ، لو كان بين ثوبي وجلدي ما كشفت عنه .
ثمَّ دعاني فقال : أتقول الشعر أو ألحقك به .
فقلت : بلْ أقول الشعر .
فقال : أطلقوه .
تُجيز التعليمات الإسلاميَّة للمسلمين لكي يُحافظوا على حياتهم وعند الضرورة أنْ يرتكبوا بعض المُحرَّمات بقدر الضرورة ، ولكنْ ما مِن مسلم يجوز له أنْ يُضحِّي بحياة أخيه في الدين مِن أجل نفسه هو ، كأنْ يقتله أو يدفع به للقتل لينجو هو بحياته [1] .