عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنَّه قال وقد كلَّمه رجل بكلام كثير :
(أيُّها الرجل ، تحتقر الكلام وتستصغره !
اعلم أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لم يبعث رُسله ، حيث بعثها ومعها ذهب ولا فضَّة ، ولكنْ بعثها بالكلام ، وإنَّما عُرِف الله جَلَّ وعَزَّ نفسه إلى خلقه بالكلام والدلالات عليه والأعلام) .
هنا أيضاً لم يقل الإمام شيئاً عن الرجل الثرثار ، ولم يجعله هدف انتقاده مُباشرةً ، كما لم يُشر بشيء إلى ثرثرته ، ولا انتقد فيه هذه الصفة المذمومة انتقاداً مُباشراً ، بلْ اكتفى بذكر قيمة الكلام وأهميَّته وأنَّه ينبغي ألا يستصغر شأن الكلام ، وألا يهدر رأسماله الثمين هذا عبثاً بحَقٍّ وبغير حَقٍّ .
وحثَّه على استثمار موهبته في الحالات المُقتضية وبالقدر اللازم ، وهكذا انتقد الإمام بشكل مؤدَّب وحكيم وغير مُباشر ثرثرة الرجل [1] .