قال : كلاكما تُحسنان الوضوء ، ولكنَّ هذا الشيخ الجاهل ـ يعني نفسه ـ هو الذي لم يكن يُحسن ، وقد تعلَّم الآن منكما ، وتاب على يديكما وببركتكما وشفقتكما على أُمَّة جَدِّكما .
لم ينتقد الحسنان (عليه السلام) الشيخ انتقاداً مُباشراً ، ولم يُجابهاه بجهله بطريقة الوضوء الصحيحة ، ولم يذكرا وضوءه بسوء أو يصفاه بالبطلان ، بلْ أجريا الوضوء بنفسيهما مُحتكمين إليه ليجلب انتباهه إلى كيفيَّة وضوئهما ، بحيث يُدرك بطريقة غير مُباشرة خطأ وضوئه ؛ فكان مِن نتيجة ذلك الانتقاد المؤدَّب العقلاني أنْ اعترف الشيخ بخطئه صراحة ، وتعلَّم طريقة الوضوء الصحيحة وشكر لهما راضياً شفقتهما ومحبتهم [1] .