responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 348

مُعاوية يأمر بسبِّ عليٍّ (عليه السلام) على المَنابر

عندما بدأ مُعاوية حُكمه على أرض الإسلام الواسعة ، أمر بسبِّ علي بن أبي طالب في أرجاء البلاد ، فارتكب بعمله الظالم والقذر هذا إثماً كبيراً لا يُغتفر ، وكان بذلك يرمي إلى الإساءة إلى سُمعة الإمام ، وحمل الناس على إساءة الظَّنِّ بالإمام وانتزاع مَحبَّته مِن قلوب الناس ، ومحو دلائل عدالته ووقوفه بوجه الظلم مِن ذاكرتهم ، وبذلك يُغطِّي مِن جهة وصمات العار وسوء السُّمعة التي تلطِّخ اسم مُعاوية وآل أُميَّة ، وتكون له مِن جِهة أُخرى حُرِّيَّة إطلاق يده في الظلم والجور ، دون أنْ يُقارن أحد بين حكومته وحكومة الإمام عليِّ (عليه السلام) مِن حيث ظلمه وعدل عليٍّ ..

ولكي يعمل على الإسراع في انتشار سبِّ الإمام في إرجاء البلاد ؛ أمر جميع كبار الضبَّاط وكبار أعضاء الحكومة في أنحاء البلاد أنْ يُنفِّذوا ذلك عن طريق ذكر اسم الإمام عليٍّ بالسوء في جميع المحافل والمجالس ، وأن يقوم أئمَّة الجمعة في خُطب صلاتهم بسبِّه على المنابر ، وطلب إلى الشعراء أنْ ينظموا القصائد في هَجوه وينشروها بين الناس ، وهكذا جَنَّد جميع موظَّفي الدولة لتنفيذ هذه الخُطَّة دون هواد ، بحيث يتعوَّد الناس على سبِّ عليِّ بن أبي طالب ، وكأنَّه جزءٌ مِن تكاليفهم الشرعيَّة وبموازاة سَبِّ الإمام عليٍّ وشتمه خطَّط لقمع حركة التشيع ونفذه .

بدأ ـ أوَّلاً ـ بإلقاء القبض على أخلص أصحاب الإمام المعروفين ، والثابتين على الولاء له ، والمشهورين بالتقوى ومِن خيرة تلامذة مدرسة الإسلام ، أهانهم وحطَّ مِن كراماتهم ، وقتل بعضهم شرَّ قتلة ، وعذَّب بعضهم عذاباً مُبرحاً حتَّى الموت ، وألقى ببعض في غياهب السجون .

وبهذه الجرائم المُنكَرة المُتَّسمة بالإرهاب خَلَق جَوَّاً مِن الرُّعب والخوف ، بحيث لم يعد أحد يَجرؤ على أنْ يُجاهر بولائه للإمام علي ، ويتحدَّث عن فضائله أو أنْ

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست