responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 338

ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه

كان ليزيد بن أبي مسلم مقامٌ رفيعٌ في حكومة الحَجَّاج ، إذ كان كاتبه الخاصَّ ، ولكنَّه كان يتدخَّل في كلِّ أمر . وفي أيَّام خلافة سليمان بن عبد الملك طُرِد مِن وظيفته وأصبح غير مرغوب فيه .

وفي يوم مِن الأيَّام أُدخل على سليمان بن عبد الملك وهو مُكبَّل بالحديد ، فلمَّا رآه ازدراه ، فقال :

ما رأيت كاليوم قطُّ . لعنَ الله رجلاً أجرك رَسنه وحَكَّمك في أمره .

فقال له يزيد : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإنَّك رأيتني والأمر عنِّي مُدبر ، وعليك مُقبل ، ولو رأيتني والأمر مُقبل عليَّ لأستعظمت منِّي ما استصغرت ، ولأستجللت منِّي ما استحقرت .

قال : صدقت ، فاجلِس ، لا أُمَّ لك .

فلمَّا استقرَّ به المجلس ، قال سليمان : عزمت عليك لتُخبرني عن الحَجَّاج ، ما ظنُّك به ؟ أتراه يهوي في جهنَّم ، أمْ قد استقرَّ فيها ؟

قال : يا أمير المؤمنين ، لا تقلُ هذا في الحَجَّاج ، فقد بذل لكم نصَفه وأحقن دونكم دمه ، وأمَّن وليكم ، وأخاف عدوَّكم ، وإنَّ يوم القيامة لعن يمين أبيك عبد الملك ويسار أخيك الوليد ، فاجعله حيث شئت .

فصاح سليمان : أُخرج عنِّي إلى لعنة الله .

ثمَّ التفت إلى جلسائه فقال : قبَّحه الله ! ما كان أحسن ترتيبه لنفسه ولصاحبه ، ولقد أحسن المُكافأة ، خلُّوا سبيله [1] .


[1] الأخلاق ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست