ثمَّ جاؤوا إلى المدينة واستمرُّوا في فسادهم وقبيح أعمالهم ، حتَّى نفاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)منها عقاباً لهم .
كان هذا تعريفاً مِن ثابت بن عبد الله بالحَكم بن أبي العاص ، جَدِّ عبد الملك قصد به رَدَّ إهانته والانتقام منه لما تفوّه به عنه ، فغضب عبد الملك ، وقال : لعنة الله عليك .
فردَّ ثابت في الحال : لعنة الله على الظالمين ، كما لعنهم الله في القرآن الكريم .
وكان هذا تعريفاً آخر بعبد الملك ، فاشتدَّ غضبه وأمر بسجن ثابت .
عبد الملك بن مروان ، الخليفة القويُّ المُقتدر ، بذكره مثالب ثابت بن عبد الله عرَّض نفسه لإهانته وتحقيره ، وبلعنه زاد مِن جُرأة ثابت على رَدِّ اللعنة ، وإنْ كان مِن دون تصريح ، وبسجنه دلَّ على ضعفه وكَشف عن عجزه ، وكأنَّه في الحقيقة قد اعترف بهزيمته [1] .