فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال : (يا أعرابيُّ ، كمْ دون لسانك مِن حجاب ؟) .
قال : اثنان ، شَفتان وأسنان .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (فما كان في واحد مِن هذين ما يردُّ عنَّا غرب لسانك هذا ؟ أما إنَّه لم يُعطَ أحد في دنياه شيئاً هو أضرُّ له في آخرته مِن طلاقة لسانه . يا عليُّ ، قُمْ فاقطع لسانه) .
فظنَّ النّاس أنَّه يقطع لسانه ، فأعطاه دراهم .
لقد كان كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)بحيث إنَّ الحاضرين حسبوا أنَّ عليَّاً (عليه السلام) سوف يقطع لسانه فعلاً ، ولكنَّ قائد الإسلام أعرب بكلماته الشديدة عن عدم استحسانه لما تفوَّه به الأعرابي مِن جِهة ، وأفهم الحُضَّار ، مِن جِهة أُخرى ، أنَّ التملُّق والمُداجاة مِن العيوب الخلقية الكبيرة وأنَّ على المسلمين أنْ يحذروا التخلُّق بمثل هذا الخُلق المُذلِّ الشائن [1] .