responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 232

مُشاورة الرجال مُشاركتهم في عقولهم

كان للمُعتصم العباسي وزير يُسمَّى : الفضل بن مروان ، قد فاق أقرانه وأضحى موضع اهتمام الخليفة لكفاءته وجَدارته ، وذات يومٍ دعا الوزير الخليفة للنزول عليه ضيفاً ؛ مِن أجل أنْ يكشف للعامَّة منزلته عند الخليفة ، الذي لبَّى بدوره دعوة وزيره المُقرَّب .

وكان الوزير قد أعدَّ قصره وزيَّنه بأفخم الأشياء ، وفرشه بأثمن الفرش ، وجَلب أوانٍ مِن الذهب وأُخرى مِن الفِضَّة ، وهيَّأ أفخر الطعام ورتَّب مجلساً مِن أبهى ما يكون .

ولمَّا دخل الخليفة المجلس بُهت لكلِّ هذه الثروة وهذا الجلال ، وأخذته الغيرة والحَسد مِن وزيره ، فجلس للحظات والحَسد يعتصره ، ثمَّ قام وخرج مِن المجلس بحُجَّة يُعاني مِن آلامٍ في بطنه . فاستبدَّ بالوزير القَلق مِمَّا حصل ، وقاده التفكير إلى أنَّ هذا المجلس المشؤوم لا يُمكن أنْ يرفع منزلته عند الخليفة وقد يُطيح به ، فأخذ يُفكِّر بما عليه فعله ، إلاّ أنَّ اضطرابه قد شُلَّ مِن قُدرته على التفكير .

عند ذاك قرَّر أنْ يُسر صاحبه إبراهيم الموصلي ، الذي كان حاضراً المجلس بحقيقة الأمر ليستنير بعقله ، فتقدَّم منه وتحدَّث إليه بما جرى . فكَّر إبراهيم قليلاً ثمَّ قال للوزير : أنْ اذهب مع الخليفة ولا تنفصل عنه ، واتبعه إلى البلاط لتوديعه والاطمئنان على حاله ، وامكث هناك حتَّى تأتيك رسالتي ، فإذا وصلتك فافتحها واقرأها بحضور المُعتصم ، وإذا سألك عَمَّا في الرسالة أجبه .

نَفَّذ الوزير أمر صاحبه العاقل ، وبلغته الرسالة وكان قد كتب فيها إبراهيم يقول :

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست