إنَّ أصحاب الفرش والصُّحون الذهبيَّة والفضيَّة ، قد جاؤوا يسألون عَمَّا كان مجلس ضيافة الخليفة ، قد انتهى لكي يأخذوا حاجياتهم وأموالهم .
وحصل ما توقَّعه إبراهيم ، فقد سأل المُعتصم عَمَّا تضمَّنته الرسالة ، فقرأ عليه الوزير فحواها ، فضحك الخليفة دون إرادة وزالت عُقدته الباطنيَّة ، لمَّا عرف أنَّ كلَّ هذه الفخامة والأُبَّهة والثروة ليست مِلك الوزير ، بلْ استقرضها مِن أصحابها ، ثمَّ شكر الخليفة وزيره على حُسن الضيافة ، وقد استطاع الصديق الذكيُّ اللبيب بتدبيره وحكمته إنقاذ صاحبه مِن خَطرٍ حقيقيٍّ .
إنَّ المدرسة التربويَّة الإسلاميَّة ، تولي اهتماماً كبيراً لمسألة الصُّحبة ، وضرورة أنْ يكون الصديق عاقلاً وحكيماً ، بحيث إنَّها تُجيز مُصاحبة الإنسان العاقل والمُفكَّر ، حتَّى وإنْ افتقد لبعض مكارم الأخلاق [1] .