responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 201

إنَّما اللَّوْمُ لَوْمُ الجاهليَّةِ

كان لعبد الملك بن مروان عين بالمدينة يكتب إليه ما يَحدث فيها ، فكتب له يوماً أنَّ علي بن الحسين (عليه السلام) أعتق جارية له ثمَّ تزوَّجها .

فكتب عبد الملك إلى علي بن الحسين (عليه السلام) :

أمَّا بعد : فقد بلغني تزويجك مولاتك ، وقد علمت أنَّه كان في أكفائك مِن قريش مَن تُمجَّد به في الصهر ، وتستنجبه في الوُلد ، فلا لنفسك نظرت ولا على وُلدك أبقيت والسَّلام .

فكتب إليه الإمام عليُّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) :

(أمّا بعد : فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي ، وتزعم أنَّه قد كان في نساء قريش مَن أتمجَّد به في الصهر ، وأستنجبه في الوُلد ، وإنَّه ليس فوق رسول الله (صلى الله عليه وآله) مُرتقى في مَجد ولا مُستزاد في كرم ، وإنَّما كانت مِلك يميني ثمَّ خرجت مِن مِلكي ، فأراد الله عَزَّ وجَلَّ أمراً ألتمس به ثوابه فارتجعتها على سُنَّته ، ومَن كان زكيَّاً في دين الله فليس يُخلُّ به شيء مِن أمره ، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ، وتمَّم به النقيصة ، وأذهب اللوم ، فلا لَوْمَ على امرِئٍ مُسْلِمٍ ، إنَّما اللَّوْمُ لَوْمُ الجاهليَّةِ والسَّلام) .

فلمَّا قرأ الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان فقرأه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لشدَّ ما فخر عليك عليُّ بن الحسين !! فقال : يا بُنيَّ ، لا تقل ذلك ، فإنَّها ألسُن بني هاشم التي تفلق الصخر ، وتغرف مِن بحر ، إنَّ عليَّ بن الحسين (عليه السلام) ـ يا بني ـ يرتفع مِن حيث يتَّضع الناس [1].


[1] الشابُّ ، ج1 .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست