مدرسة الحياة ، وكان قد قضى جانباً مِن حياته في الحِدادة ، واكتسب مِن مُشاهداته اليوميَّة دروساً كبيرة ، فقَرن الحدادة والفلز المُنصهر ، وشَرر النار واحتراق الخشب والاشتعال السريع لخشب الساج ، وما إلى ذلك مِن معلومات اكتسبها ذِهن الحدَّاد الشابُّ وكوَّنت في ضميره تجارب مُفيدة .
فعندما عجز كبار الرجال والمُتعلِّمون عن فتح قلعة عمُّوريَّة ، وحينما بات العُلماء وكبار الضباط في حيرة مِن أمرهم وغلبهم اليأس والقنوط ، تدخَّل الغُلام الشابُّ وحَلَّ المُعضلة بسُرعة وسهولة فائقتين ، مُستفيداً مِن تجاربه ومُشاهداته اليوميَّة أثناء عمله كحدَّاد [1] .