responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199

العِنب والتين ، فبعُد عليه ذلك واغتمَّ له ، فخرج ليلة مُتجسِّساً في العسكر يسمع ما يقوله الناس . فمَرَّ بخيمة حدَّاد يضرب نعال الخيل وبين يديه غُلام أقرع قبيح الصورة ، يضرب نعال الخيل ويقول : في رأس المُعتصم .

فقال له مُعلِّمه : اتركنا مِن هذا ، ما لك والمُعتصم ؟

فقال : ما عنده تدبير ، له كذا وكذا يوماً على هذه المدينة مع قوَّته ولا يفتحها ، لو أعطاني الأمر ما بتُّ غداً إلاّ فيها ، فتعجَّب المُعتصم مِمَّا سمع وانصرف إلى خيامه ، وترك بعض رجاله موكَّلا بالغُلام ، فلمَّا أصبح جاءوا به ، فقال : ما حملك ـ يا هذا ـ على ما بلغني مِنك ؟

فقال : الذي بلغك حَقٌّ ، ولِّني ما وراء خبائك وقد فتح الله عمَّوريَّة .

قال : ولَّيتك . وخلع عليه وقدَّمه على الحرب .

فجمع الرُّماة واختار منهم أهل الإصابة وجاء إلى بدن مِن أبدان الصور ، وفي البدن مِن أوَّله إلى آخره خَطٌّ أسود مِن خشب عرضه ثلاثة أشبار أو أكثر ، فحمى السِّهام بالنار وقال للرُّماة : مَن أخطأ منكم ذلك الخَطَّ الأسود ضربت عُنقه ، وإذا بذلك الخَطِّ خشب ساج فعندما حصلت فيه السهام المحميَّة قامت النار فيه واحترق ، فنزل البدن فتح الطريق أمام جنود المسلمين فدخلوا القلعة مُكبِّرين (الله أكبر ، الله أكبر) وصار الفتح والنَّصر مِن نصيبهم ، وذلك قبل الزمان الذي ذكره المُنجِّمون . ولمَّا دخل المُعتصم القلعة راكباً الفرس الأبلق ومعه الرجل الذي بلغه حديث الجارية قال له : سِرْ بي إلى الموضع الذي رأيتها فيه تصيح (وامعتصماه) ، فسار به وأخرجها مِن موضعها .

وقال لها : يا جارية ، هل أجابك المعتصم ؟ وملَّكها العِلْج الذي لطمها والسيِّد الذي كان يملكها وجميع ماله ، وأقام عليها خمسة وخمسين يوماً وفرَّق الأسرى على القوَّاد ، وسار إلى طرسوس ، ثمَّ رجع إلى دار مُلكه .

لم يكن لهذا الغلام الشابِّ ـ صانع الحدَّاد ـ أيَّة ثروة علميَّة ، لكنَّه انتفع مِن

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست