responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198

تجربة الحدَّاد وفتح عمَّوريَّة

لمَّا خرج ملك الروم وفعل في بلاد الإسلام ما فعل ، بلغ الخبر المُعتصم فاستعظمه وكَبُر لديه ، وبلغه أنَّ امرأة هاشميَّة صاحت وهي أسيرة في أيدي الروم وامعتصاه ، فأجابها وهو جالس على سريره : لبيك لبيك .

ونهض مِن ساعته وصاح في قصره النفير النفير ، وبلغه أنَّ عمَّوريَّة عَين النصرانيَّة وأشرف عندهم مِن القسطنطنيَّة ؛ لتجهِّزها بما لم يُعهد مِن السلاح وحياض الأدم وغير ذلك ، وفرَّق عساكره ثلاث فِرق ، فخربوا بلاد الروم وقتلوا كثيراً وأحرقوا ووصلوا إلى ((أنقورية)) ثمَّ اجتمعوا في عمَّوريَّة وحاضروها ونصبوا عليها المجانيق ، وكانت في غاية الحصانة ، وقد ذكر الشيخ مُحيي الدين بن العربي في كتابه المسمى : (بالمسامرة) فتح عمَّوريَّة فقال : فتحها المُعتصم في رمضان سنة ثلاث وعشرين ومائتين .

وسبب فتحها أنَّ رجلاً وقف على المُعتصم فقال : يا أمير المؤمنين ، كنت بعمورية وجارية مِن أحسن النساء أسيرة قد لطمها عِلجٌ في وجهها فنادت : وامعتصماه !

فقال العِلج : وما يقدر عليه المُعتصم ؟ يجيء على أبلق ينصرك وزاد في ضربها .

فقال المُعتصم : وفي أيِّ جهةٍ عمَّوريَّة ؟

فقال له الرجل : هكذا وأشار إلى جهتها .

فردَّ المُعتصم وجهه إليه ، وقال : لبيك أيَّتها الجارية ، لبيك هذا المُعتصم بالله قد أجابك ، ثمَّ تجهَّز إليها في اثني عشر ألف فرس أبلق ... فلمَّا حاصرها وطال مقامه عليها جمع المُنجِّمين ، فقالوا : إنَّا نرى أنَّك ما تفتحها إلاَّ في زمان نضج

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست