responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 118

غفر لك بالخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل

عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال : (إنَّ رجلاً ركب البحر بأهله ، فكُسر بهم فلم ينجُ مِمَّن كان في السفينة إلاَّ امرأة الرجل ، فإنَّها نجت على لوح مِن ألواح السفينة ، حتَّى لجأت إلى جزيرة مِن جُزر البحر ، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ، ولم يَدَعْ لله حُرمَة إلاَّ وانتهكها ، فلم يعلم إلاَّ والمرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه إليها ، فقال : إنسيَّة أمْ جِنِّيَّة ؟

قالت : إنسيَّة .

فلم يكلِّمها كلمة ، حتَّى جلس منها مجلس الرجل مِن أهله ، فلمَّا أنْ همَّ بها اضطربت ، فقال لها : ما لك تضطربين ؟

قالت : أفرق مِن هذا ، وأومأت بيدها إلى السماء .

قال : وما صنعتِ مِن هذا الشيء ، وإنَّما أستكرِهُك استكراهاً ، فأنا ـ والله ـ أولى بهذا الفَرق والخوف أحقُّ منك .

[ قال : ] فقام ولم يُحدِث شيئاً ، ورجع إلى أهله ، وليست له هِمَّة إلاَّ التوبة والمُراجعة .

فبينا هو يمشي ، إذ صادفه راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشابِّ : ادعُ الله يُظلُّنا بغَمامة ، فقد حَميت علنيا الشمس .

فقال الشابُّ : ما أعلم أنَّ لي عند رَبِّي حسنة ، فأتجاسر على أنْ أسأله شيئاً .

قال : فأدعو أنا ، وتؤمِّن أنت ؟

قال : نعم .

فأقبل الراهب يدعو والشابُّ يؤمِّن ، فما كان بأسرع مِن أنْ أظلَّتهما غَمامة ، فمشيا

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست