عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال : (إنَّ رجلاً ركب البحر بأهله ، فكُسر بهم فلم ينجُ مِمَّن كان في السفينة إلاَّ امرأة الرجل ، فإنَّها نجت على لوح مِن ألواح السفينة ، حتَّى لجأت إلى جزيرة مِن جُزر البحر ، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ، ولم يَدَعْ لله حُرمَة إلاَّ وانتهكها ، فلم يعلم إلاَّ والمرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه إليها ، فقال : إنسيَّة أمْ جِنِّيَّة ؟
قالت : إنسيَّة .
فلم يكلِّمها كلمة ، حتَّى جلس منها مجلس الرجل مِن أهله ، فلمَّا أنْ همَّ بها اضطربت ، فقال لها : ما لك تضطربين ؟
قالت : أفرق مِن هذا ، وأومأت بيدها إلى السماء .
قال : وما صنعتِ مِن هذا الشيء ، وإنَّما أستكرِهُك استكراهاً ، فأنا ـ والله ـ أولى بهذا الفَرق والخوف أحقُّ منك .
[ قال : ] فقام ولم يُحدِث شيئاً ، ورجع إلى أهله ، وليست له هِمَّة إلاَّ التوبة والمُراجعة .
فبينا هو يمشي ، إذ صادفه راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشابِّ : ادعُ الله يُظلُّنا بغَمامة ، فقد حَميت علنيا الشمس .
فقال الشابُّ : ما أعلم أنَّ لي عند رَبِّي حسنة ، فأتجاسر على أنْ أسأله شيئاً .
قال : فأدعو أنا ، وتؤمِّن أنت ؟
قال : نعم .
فأقبل الراهب يدعو والشابُّ يؤمِّن ، فما كان بأسرع مِن أنْ أظلَّتهما غَمامة ، فمشيا