خَرج سعد يُرافقه عدد مِن الأشخاص يوماً مِن المدينة ، مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)في طريقهم إلى الحرب ، وكانت أُمُّ سعد مريضة ، حيث فارقت الحياة أثناء غياب ابنها ، وكان سعد مُقاتلاً في جيش الإسلام ويُحبُّ والدته كثيراً ، وعندما سمع بوفاتها لدى عودته تأثَّر كثيراً ، فجاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال له : أردت قبل سفري أنْ أُعطي صدقة عن والدتي ، ولكنِّي لم أستطع ، والآن حيث فارقت والدتي الدنيا هل ينفعها إذا قدَّمت صدقة عنها ؟
فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم) .
فقال سعد : ما هي أفضل صدقة أُقدِّمها لها ؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لقد رأيت أنَّ الجنود يُعانون أثناء الطريق مِن شَحَّة الماء ، فبإمكانك أنْ تحفر بئراً في الطريق ؛ لكي تستفيد منه القوافل التي تمرُّ مِن هناك ، وتكون صدقة جارية لوالدتك) .
فقام سعد ـ استجابة لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)ـ بحفر بئر على نيَّة والدته ، وأسماه : بئر أُمَّ سعد وجعلها وقفاً للجميع [1] .