responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109

سلمان وتكليم المَيِّت له

عيَّن أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان الفارسي والياً على المَدائن .

ويقول أصبغ بن نُباتة : كنت مع سلمان في المدائن ، وكنت أُكثِر مِن زيارته ولقائه . وفي أحد الأيَّام ذهبت لعيادته عندما كان مريضاً ، وهو المرض الذي أودى بحياته في نهاية الأمر ، وكنت أعوده باستمرار ، وأسأل عن حاله وشيئاً فشيئاً اشتدَّ به المرض ، وأيقن بالموت ، فالتفت إليَّ وقال لي : يا أصبغ ، عهدي برسول الله يقول : (يا سلمان ، سيُكلِّمك مَيِّت إذا دنت وفاتك) ، وقد اشتهيت أنْ أدري أدنت أم لا ؟ .

فقال أصبغ : يا سلمان ، اطلب ما تُريده فسأُنجزه لك .

فقال : تذهب الآن ، وتُحضِر لي تابوتاً ، وتفرش في داخله نفس البساط الذي يُفرش للموتى عندما يوضعون داخل التابوت ، ومِن ثمَّ تُحضر معك أربعة أشخاص ، فتحملوني إلى المقبرة ، فقام أصبغ على عَجَلٍ ، وعاد بعد ساعة وقد أحضر كلَّ ما طلبه منه سلمان الفارسي ، وفعل كلَّ ما أمره به ، وحمله إلى المقبرة ، وعندما وصل إلى هناك وضع التابوت على الأرض .

فقال سلمان : ضعوني أمام القبلة ؛ ففعلوا ذلك ، عندها نادى سلمان بأعلى صوته :

السلام عليكم يا أهل عَرصة البلاء ، السلام عليكم يا مُحتجبين عن الدنيا ، فلم يسمع جواباً . ثمَّ كرَّر السلام عليهم قائلاً :

أقسمتكم بالله وبرسوله الكريم ، أنْ يُجيبني واحد منكم ، فأنا سلمان الفارسي صاحب رسول الله ، وهو الذي أخبرني : بأنَّه إذا دنا أجلي ، فإنَّ مَيِّتاً سيُكلِّمني ، وإنِّي أُريد أنْ أعرف هل دنا أجلي أم لا ؟

عندها سمع سلمان الجواب مِن الروح الذي رَدَّ السلام ، وقال لسلمان :

لقد سمعنا كلامك ، فاسأل ما تُريد .

اسم الکتاب : القصص التربوية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست