عن حبَّة العَرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر ، فوقف بوادي السلام ، كأنَّه مُخاطب لأقوام ، فقُمت بقيامه حتَّى أعييت ، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت ، ثمَّ قُمت حتَّى نالني مِثل ما نالني أوَّلاً ، ثمَّ جلست حتَّى مَلَلت ، ثمَّ قُمت وجمعت ردائي ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنِّي قد أشفقت عليك مِن طول القيام فراحة ساعة .
ثمَّ طرحت الرداء ليجلِس عليه ، فقال لي : (يا حبَّة ، إنْ هو إلاّ مُحادثة مؤمن أو مُؤانسته) .
قلت : يا أمير المؤمنين ، وإنَّهم لكذلك ؟!
قال : (نعم ، ولو كُشِف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً ، مُحتَبين يتحادثون) .
فقلت : أجسام أمْ أرواح ؟
فقال : (أرواح ، وما مؤمن يموت في بُقعة مِن بِقاع الأرض ، إلاَّ قيل لروحه : الحقي بوادي السلام ، وإنَّها لبُقعة مِن جَنَّة عَدْنٍ) [1] .