responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 294

أن هذه القصة كالتنبيه على أنه لا دافع لقضاء اللّه و لا مانع منه و أن الدليل، و إن كان في غاية الظهور و نهاية القوة فإنه لا يحصل النفع به إلا إذا قضى اللّه تعالى ذلك و قدّره» .

و كلام الرازي مستقيم في تصوير موقف آدم من ربه و من إبليس، و في تصوير انتصار إبليس و اتباع آدم له، و إن كنا نختلف و إياه في الفقرة الأخيرة. فنحن نريد أن نفهم المسألة على أنها قصة رمزية تصوّر النزاع بين من آمن و من استكبر، و كيف يحاول الثاني أن يغلب الأول على أمره فيعده و يمنيه حتى يخرجه عن الطاعة و الإيمان و عند ذلك يتخلّف عنه و يقول له ما قاله الشيطان فيما صوّره القرآن الكريم في قوله تعالى: وَ قََالَ اَلشَّيْطََانُ لَمََّا قُضِيَ اَلْأَمْرُ إِنَّ اَللََّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ اَلْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ مََا كََانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطََانٍ إِلاََّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاََ تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ مََا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مََا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمََا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ اَلظََّالِمِينَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ [1] .

و نهاية القصة في القرآن الكريم تدل على ذلك، خاصة بعد أن وجّه القرآن الخطاب للمعاصرين للنبي عليه السلام.

و على كل فشخصية إبليس شخصية جبارة متكبّرة «يختلف عنفوانها و قسوتها باختلاف القصة التي تجي‌ء فيها و الدور الذي تلعبه. و هي-كغيرها من الشخصيات- تخضع لأثر البيئة و الظروف المحيطة و الأزمات القائمة بين النبي عليه السلام و معاصريه» .

3-الرجال‌

: و الرجال في القصص القرآني كثيرون منهم رسل و أنبياء كآدم و نوح و هود و صالح و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و شعيب و لوط و موسى و زكريا و يحيى و أيوب و غيرهم. و منهم أفراد عاديون أو ملوك و وزراء كفرعون و هامان و آزر و لقمان و العزيز و ابن نوح و إخوة يوسف و أصحابه في السجن. و يشترك هؤلاء جميعا في أن القرآن لم يقم وزنا لصفاتهم و مميزاتهم الحسية فلا طول و لا عرض و لا لون بشرة و لا ملامح و لا قسمات، من كل تلك الصفات التي تميّز شخصية عن أخرى و التي يلجأ إليها الباحث ليجعل منها معالم يهتدى بها بين الأجسام و العقول حين يؤثر أحدهما في صاحبه.

نعم نحن لا ننكر أن هناك بعض اللفتات إلى هذا الجانب من مثل قوله تعالى


[1] سورة إبراهيم، الآية 22.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست