responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 293

سَوْآتُهُمََا وَ طَفِقََا يَخْصِفََانِ عَلَيْهِمََا مِنْ وَرَقِ اَلْجَنَّةِ وَ نََادََاهُمََا رَبُّهُمََا أَ لَمْ أَنْهَكُمََا عَنْ تِلْكُمَا اَلشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُمََا إِنَّ اَلشَّيْطََانَ لَكُمََا عَدُوٌّ مُبِينٌ*`قََالاََ رَبَّنََا ظَلَمْنََا أَنْفُسَنََا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنََا وَ تَرْحَمْنََا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخََاسِرِينَ*`قََالَ اِهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَ لَكُمْ فِي اَلْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتََاعٌ إِلى‌ََ حِينٍ*`قََالَ فِيهََا تَحْيَوْنَ وَ فِيهََا تَمُوتُونَ وَ مِنْهََا تُخْرَجُونَ*`يََا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنََا عَلَيْكُمْ لِبََاساً يُوََارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً وَ لِبََاسُ اَلتَّقْوى‌ََ ذََلِكَ خَيْرٌ ذََلِكَ مِنْ آيََاتِ اَللََّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ*`يََا بَنِي آدَمَ لاََ يَفْتِنَنَّكُمُ اَلشَّيْطََانُ كَمََا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمََا لِبََاسَهُمََا لِيُرِيَهُمََا سَوْآتِهِمََا إِنَّهُ يَرََاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاََ تَرَوْنَهُمْ إِنََّا جَعَلْنَا اَلشَّيََاطِينَ أَوْلِيََاءَ لِلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ [1] . فإبليس هنا لا يسجد لآدم و هو يحاوره و يداوره و هو يتوعّد الجنس البشري بالإفساد و الضلال، و هو يتوجّه أول ما يتوجّه إلى آدم أبي البشر فما يزال به يغريه حتى أكل من الشجرة و خرج من الجنة و لن نجد أبلغ من وصف الرازي في الدلالة على قدرة إبليس و استعداد آدم في تعليقه على تلك القصة من سورة طه إذ يقول: «و اعلم أن واقعة آدم عجيبة و ذلك لأن اللّه تعالى رغّبه في دوام الراحة و انتظام المعيشة بقوله‌ فَلاََ يُخْرِجَنَّكُمََا مِنَ اَلْجَنَّةِ فَتَشْقى‌ََ*`إِنَّ لَكَ أَلاََّ تَجُوعَ فِيهََا وَ لاََ تَعْرى‌ََ*`وَ أَنَّكَ لاََ تَظْمَؤُا فِيهََا وَ لاََ تَضْحى‌ََ [2] و رغّبه إبليس أيضا في دوام الراحة بقوله‌ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى‌ََ شَجَرَةِ اَلْخُلْدِ [3] ، و في انتظام المعيشة بقوله‌ وَ مُلْكٍ لاََ يَبْلى‌ََ [4] فكان الشي‌ء الذي رغّب اللّه آدم فيه هو الذي رغّبه إبليس فيه إلا أن اللّه تعالى وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة، و إبليس وقفه على الإقدام عليها، ثم إن آدم-عليه السلام-مع كمال عقله و علمه بأن اللّه تعالى مولاه و ناصره و مربّيه و أعلمه بأن إبليس عدوه حيث امتنع من السجود له و عرّض نفسه للعنة بسبب عداوته كيف قبل في الواقعة الواحدة و المقصود الواحد قول إبليس مع علمه بكمال عداوته له و أعرض عن قول اللّه تعالى مع علمه بأنه هو الناصر و المربي و من تأمّل في هذا الباب طال تعجّبه و عرف آخر الأمر


[1] سورة الأعراف، الآيات 11-27.

[2] سورة طه، الآيات 117-119.

[3] نفس السورة، الآية 120.

[4] نفس السورة و الآية.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست