اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد الجزء : 1 صفحة : 287
تحدّثنا عن كل هذا في حديثنا عن القيم في الباب الأول من هذا البحث، و لذا نبدأ بالحديث عن الأشخاص.
أولا-الأشخاص
و لن نقصد هنا بالشخصيات الأناسي من عباد اللّه فنقصر الحديث عليهم، ذلك لأنا إنما نقصد إلى كل شخصية وقعت منها أحداث و صدرت عنها عبارات و أفكار أدت دورا إيجابيا في القصة و على هذا فسيكون من الشخصيات في القصص القرآني الملائكة و الجن، و سيكون منها الطيور و الحشرات ثم الأناسي من رجال و نساء.
1-الطيور و الحشرات:
و نبدأ هنا بالحديث عنها، و نلحظها في قصة واحدة هي قصة سليمان من سورة النمل، فنرى الهدهد و نرى النملة و نلحظ أنهما يقومان بما يقوم به الشخص العادي في القصة.
أما النملة فتحذّر أخواتها و تخيفهم من أن ينالهم الشر أو يصيبهم الأذى و لذا تطلب إليهم يََا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسََاكِنَكُمْ لاََ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمََانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ* `فَتَبَسَّمَ ضََاحِكاً مِنْ قَوْلِهََا وَ قََالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اَلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلىََ وََالِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صََالِحاً تَرْضََاهُ وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبََادِكَ اَلصََّالِحِينَ[1] .
و أما الهدهد فيقف من سليمان موقف المطلع الذي يعرف من أخبار الممالك الأخرى ما يجهل النبي و الذي يعرف من أمر الملكة و قومها ما عدّ بالأمر الغريب لدى سليمان، حتى ليعتذر عن تخلّفه أو غيابه بقوله أَحَطْتُ بِمََا لَمْ تُحِطْ بِهِ و إليك المنظر من القصة: قال اللّه تعالى: وَ تَفَقَّدَ اَلطَّيْرَ فَقََالَ مََا لِيَ لاََ أَرَى اَلْهُدْهُدَ أَمْ كََانَ مِنَ اَلْغََائِبِينَ* `لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذََاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ*`فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقََالَ أَحَطْتُ بِمََا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ*`إِنِّي وَجَدْتُ اِمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَهََا عَرْشٌ عَظِيمٌ*`وَجَدْتُهََا وَ قَوْمَهََا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اَللََّهِ وَ زَيَّنَ لَهُمُ اَلشَّيْطََانُ أَعْمََالَهُمْ