responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 286

العنصر الجديد القوي هو عنصر الحوار. و نلحظ أن موضوع هذا الحوار هو الأمور التي كانت تشغل الذهن العربي وقت إرسال محمد عليه السلام و نزول القرآن الكريم كما نلحظ أن الحالة الموصوفة من فرقة و انقسام و صد الناس عن سبيل اللّه أو إتباع النبي إنما هي بعينها التي كانت تعانيها الجزيرة العربية في ذلك الوقت بالذات.

و إذا ما انتقلنا إلى قصة النمل و هي: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنََا إِلى‌ََ ثَمُودَ أَخََاهُمْ صََالِحاً أَنِ اُعْبُدُوا اَللََّهَ فَإِذََا هُمْ فَرِيقََانِ يَخْتَصِمُونَ*`قََالَ يََا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ اَلْحَسَنَةِ لَوْ لاََ تَسْتَغْفِرُونَ اَللََّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*`قََالُوا اِطَّيَّرْنََا بِكَ وَ بِمَنْ مَعَكَ قََالَ طََائِرُكُمْ عِنْدَ اَللََّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ*`وَ كََانَ فِي اَلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ يُصْلِحُونَ*`قََالُوا تَقََاسَمُوا بِاللََّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مََا شَهِدْنََا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَ إِنََّا لَصََادِقُونَ*`وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنََا مَكْراً وَ هُمْ لاََ يَشْعُرُونَ*`فَانْظُرْ كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنََّا دَمَّرْنََاهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ*`فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خََاوِيَةً بِمََا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ*`وَ أَنْجَيْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كََانُوا يَتَّقُونَ [1] تبيّن لنا إلى أي حد كان القصص يجاري الدعوة الإسلامية و يتغذى بلبانها، إذ نلحظ هنا عنصرا جديدا هو عنصر الغرائز و العواطف و عنصر القضاء و القدر فقد بلغ الضيق حدّه بعد إذ تجاوزت الخصومة منتهاها و تطيّر القوم برسولهم إذ أصبح نذير فرقة و انقسام و كذب القوم الرسول و تحدّوه، فلم تأتهم البيّنة و لم ينزل بهم العذاب و إذا فليس هناك سوى طريق واحدة هي طريق الاغتيال، و من هنا كانت المؤامرة التي يراد بها القضاء على الرسول و كان المتآمرون‌ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ يُصْلِحُونَ . و هنا يتدخل القدر فينجو النبي عليه السلام و يحل بقومه العذاب.

و هكذا نستطيع المضي في التدليل على الصلة بين الأثر الفني و البيئة أو بين الدعوة الإسلامية و قصص القرآن، و أن توزيع العناصر كان يتبع هذه الظروف في كل قصة. و لكنا نكتفي بهذا القدر و نبدأ فنستعرض العناصر في القصص القرآني كله و نترك الحديث عن توزيعها في القصة الواحدة إلى تحليلنا لقصة يوسف في فصل تطوّر القصة في القرآن.

و نبدأ فنعترف بأنا سنهمل الحديث عن الموضوعات من أفكار و آراء. فقد سبق أن


[1] سورة النمل، الآيات 45-53.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست