responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 88

و هذا الفضاء المحيط بعوالم الأجسام هو الكرسي‌ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ ، و هو المعبّر عنه أيضا بلسان الشرع بـ «عالم الملك» ، تبارك الذي بيده الملك، ثمّ تحمل هذا الفضاء و كل ما فيه القوة المدبرة المتصرفة فيه، و ليست هي من الأجسام بل نسبتها إلى الأجسام نسبة الروح إلى الجسم، و هذه هي «العرش» الذي يحيط بالكرسي، و يحمله و يدبّره و يصرّفه و يتصرّف فيه.

و تقوم تلك القوة بثمانية أركان، كل واحد متكفل بجهة من التدبير، فتحمل ذلك العرش المحيط بالكرسي و ما فيه و هي حملة العرش‌ وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمََانِيَةٌ ، و لعل هذه الثمانية هي الصفات الثمانية: العلم، و القدرة، و الحياة، و الوجود، و الإرادة، و السمع، و البصر، و الإدراك، فهي بالنظر إلى نسبتها إلى تدبير الأجسام و السماء و الأرض و ما فيهما «العرش الأولى» ، و بالنظر إلى نسبتها إلى الذات المقدسة و أنها صفات تلك الذات «العرش الأعلى» ، و الملائكة الكروبيين، و العرش الأعلى و الأدنى هو عالم الملكوت.

ثمّ فوق القوة المدبرة للأجسام عالم العقول و المجردات و الملائكة الروحانيين، و هذا هو عالم الجبروت، ثمّ يحيط بهذا العالم و يدبّره و يتصل به عالم الأسماء و الصفات و الإشراقات و التجليات، و هو عالم اللاهوت، فانتظمت العوالم الأربعة هكذا: عالم اللاهوت، ثمّ عالم الجبروت، ثمّ عالم الملكوت و هو العرش، ثمّ عالم الملك و هو الكرسي، أعني الأجسام و الجسمانيات.

أما أهل الهيئة القديمة من علماء المسلمين فقد جعلوا فلك الثوابت هو الكرسي، و الفلك التاسع الأطلس هو العرش.

و مهما كان الواقع فإنّ كل هذه العوالم أشعة تلك الذات المقدسة الأحدية، و مضافة إليها إضافة إشراقية لا مقولية، و سارية تلك الحقيقة سريان العلة في‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست