responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 74

الأول ابتداء، و إلى العقل الثاني و الفلك الأول ثانيا و بالواسطة، كما أنكم تقولون في محاوراتكم: إنّ من الأب و الأم خلق الولد، و الوالد علة لوجود الولد، و ليس المراد-و العياذ باللّه-أنّ الوالد خالق للولد أو مفيض الوجود للولد، بل لا خالق و لا موجد إلاّ اللّه تبارك و تعالى، و لكنّ الشخص الذي هو عبارة عن زيد بن عمرو و هند، لا يكون موجودا بهذه الخصوصيات إلاّ بعد وجود عمرو و هند.

و هكذا العقل الثاني وجود واحد في مرتبة خاصة لا يكون موجودا بهذه المرتبة من الخصوصية إلاّ بعد العقل الأول، فالعقل الأول له نحو إعداد لوجود العقل الثاني، كمعدّية وجود الآباء و الأجداد في وجودي و وجودك.

و بناء على مذهب المشائين الذي ذكرنا خلاصته، العقول الكلية عندهم إنما تكون طولية و ليست هناك عقول عرضية كلية، و العقول الكلية الطولية عندهم محصورة في العشرة، و أما العقول الجزئية فهي غير متناهية، و ليس على هذا الحصر برهان، و البيان الذي ذكروه و التقريب الذي صدعوا به لا يفيد الحصر ؛ فإنّ المرتبة النازلة حيثيات و جهات متضاعفة من جهة تعدد الواسطة و الوسائط.

و لذا ينبغي الإفصاح بأنّ الحق في هذه المسألة هو مذهب الإشراقيين من الحكماء، فإنهم ذهبوا إلى أنّ العقول الكلية الطولية و العرضية-فضلا عن العقول الجزئية-غير متناهية، و هذا موضوع واسع الأطراف، و مسألة في غاية الإحكام و المتانة، و أقرب إلى الشرع المقدس، و ألصق بكلمات أصحاب الوحي و التنزيل، و أليق بعظمة الحق سبحانه، و عدم تناهي قدرته و هي أسماؤه التي ملأت أركان كل شي‌ء ، و في دعاء مولانا الحجة المنتظر-عجّل اللّه تعالى فرجه-في أيام شهر رجب و أوله: «اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست