responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 73

الفلكية للفلك الثاني، و من الجهة الثالثة خلق جسم الفلك الثاني، و هكذا، فهلم جرا إلى العقل العاشر و هو آخر العقول، و يقال له: العقل الفعال، و هو من جهة بعده عن مبدئه الأصلي و علته الأولى ظهر فيه الضعف، و من جهة أنه لما لم يكن فيه صلاحية الفيض لم يصدر عنه عقل أيضا، و لكن بوجوده الإمكاني أفيضت هيولى العوالم العنصرية من فلك القمر و ما هو في ضمنه، و بوجوبه الغيري و وجوده أفيضت النفوس و الصور على تلك الهيولى، و لهذا قال بعض الحكماء:

إنه فوّض للعقل الفعال ربوبية عالم العناصر، فصدر من كل واحد من تلك العقول عقل واحد و فلك واحد و نفس فلكية حتى تمّت العقول العشرة و الأفلاك التسعة الحية، بمعنى أن لها نفسا مدركة عالمة.

و بعض كلمات أرباب العصمة و الطهارة-سلام اللّه عليهم-دالة على حياة الأفلاك بهذا المعنى، فمن تأمّل في دعاء رؤية الهلال‌ [1] من أدعية زبور آل محمد صلّى اللّه عليه و آله-أعني الصحيفة السجادية-ظهر له هذا المطلب غاية الظهور و الوضوح.

و ليعلم أنّ الحكماء شرحوا هذه القضايا و نظموا هذه البيانات و نضدوها كنضد الدرر، و لكن لم يذهبوا-معاذ اللّه-إلى أنّ العقل الأول خالق للعقل الثاني و الفلك الأول حتى يقال في حقهم إنهم يجعلون شريكا للحق جل و علا في الخلق و الإيجاد، حاشاهم أن يقولوا هذا، و لم يتفوّه أحد منهم بهذه المقالة الفاسدة و الكلمة الفاضحة، كيف و جميع طوائف الحكماء اتّفقوا على أنه «لا مؤثّر في الوجود إلاّ اللّه» ، بل مرادهم أنّ كل عقل بالنسبة إلى الآخر واسطة للفيض و معدّ للوجود له، بمعنى أنّ الحق-جل و علا-يفيض الوجود إلى العقل


[1] -دعاء 43 من أدعية الصحيفة السجادية، فلاحظ و تأمّل.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست