responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 71

بل الكلي الوجودي، و يسمّونه على اصطلاح الحكماء بربّ النوع.

و بيان ذلك إجمالا: هو أنّ بحكم القاعدة المبرهنة في محلها و هي أنّ «الواحد لا يصدر عنه إلاّ الواحد» لا بد و أن يكون الصادر الأول من الواحد البسيط من جميع الجهات هو الواحد، و لما كان الحق سبحانه واحدا من جميع الجهات، و بسيطا من كل الحيثيات، فلا بد و أن يكون الصادر الأول من ذاته الأحدية العقل الأول، و الأحاديث الشريفة عند الفريقين متواترة، و في كتاب «الكافي» و غيره من الجوامع الحديثية مروية من أنّ أول ما خلق اللّه العقل فقال له: أقبل... الخ‌ [1] .


قإلى المشي الفكري في تحصيل العلوم، إلى غير ذلك مما قالوا أو تخيلوا في وجه هذه التسمية، و لكن المنقول عن بعض الكتب الغربية: أنّ في سنة إحدى و ثلاثين و ثلاثمائة قبل الميلاد ورد أرسطو الحكيم اليوناني إلى بلدة «آثينة» ، و كان حول البلدة محل للتفرج يسمى «ليكيون» ، و بنى هذا الحكيم فيه مدرسة و سميت باسم المحل، و قالوا لها مدرسة «ليكيون» ، ثمّ سميت هذه المدرسة باليوناني مدرسة التفرج و التنزه، و الحكماء التابعون لآراء أرسطو كانوا ساكنين في تلك المدرسة فنسبهم الناس إليها، فقالوا: طائفة المشائين و المتفرجين، و قالوا لأرسطو و هو زعيم المدرسة: رئيس المشائين، بيد أن نقلة الكتب اليونانية إلى العربية لعدم تحريهم الصادق في تأريخ اليونانيين غفلوا عن حقيقة الأمر في وجه هذه التسمية، فتخيلوا ما هو المشهور إلى اليوم. و قد كتبنا ذلك في بعض ملاحظاتنا في مجلة «العرفان» الزاهرة ج 10-مج 39 ص 1247 ط. صيدا.

القاضي الطباطبائي‌

[1] -روى ثقة الإسلام الكليني قدّس سرّه بإسناده عن سماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام و عنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل و الجهل، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: اعرفوا العقل و جنده، و الجهل و جنده، تهتدوا، قال سماعة: فقلت: جعلت فداك، لا نعرف إلاّ ما عرفتنا، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إن اللّه عز و جل خلق العقل و هو أول خلق من الروحانيين عن‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست