responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 337

واسطة بين عالم المجردات و عالم الماديات، ليس في تلك اللطافة، و لا في هذه الكثافة، فيه ما للأجسام و الأعراض من الحركات و السكنات و الأصوات و الطعوم و الروائح و غيرها، و مثل قائمة بذواتها، معلقة لا في مادة، و هو عالم عظيم الفسحة، و سكانه على طبقات متفاوتة في اللطافة و الكثافة، و قبح الصورة و حسنها، و لأبدانها المثالية جميع الحواس الظاهرة و الباطنة، فيتنعمون و يتألمون باللذات و الآلام النفسانية و الجسمانية، و قد نسب العلامة [1] في شرح حكمة الإشراق القول بوجود هذا العالم إلى الأنبياء و الأولياء و المتألهين من الحكماء، و هو و إن لم يقم على وجوده شي‌ء من البراهين العقلية، لكنه قد تأيد بالظواهر النقلية، و عرفه المتألهون بمجاهداتهم الذوقية، و تحققوه بمشاهداتهم الكشفية، و أنت تعلم أن أرباب الأرصاد الروحانية أعلى قدرا، و أرفع شأنا من أصحاب الأرصاد الفلكية الجسمانية، فكما أنك تصدق هؤلاء فيما يلقونه إليك من خفايا الهيئات الفلكية، فحقيق أن تصدق أولئك أيضا فيما يتلونه عليك من خبايا العوالم الملكية. انتهى. و بهذا انتهى كتابه، قدس اللّه سره و ضاعف أجره.

و قد أحسن بهذا البيان غاية الإحسان، و لكن يؤسفني أشد الأسف أن يغيب عن سعة علمه، و قوة فهمه، البراهين و القواعد العقلية على الأجسام المثالية مع كثرتها و متانتها: مثل قاعدة اللطف، و قاعدة إمكان الأشرف، و إمكان الأخس، و عدم الطفرة في الوجود، و عدم البخل في المبدأ الفياض، و غير ذلك من القواعد التي لا تحضرني كلها حالا، و أنا أكتب على جري القلم من غير


[1] -قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي الكازروني الشافعي، الملقب عند العامة بـ «العلامة» ، تلميذ الإمام الخواجة نصير الدين الطوسي قدّس سرّه، له مؤلفات كثيرة شهيرة، كان مولده بشيراز، و استوطن بتبريز، و توفي بها سنة (710) هـ، و دفن بقرب القاضي البيضاوي.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست