responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 303

كالعهن المنفوش، و الشمس كورت، و الكواكب انتثرت، و البحار سجرت، يعني أنّ المادة تتلاشى و تضمحل و يبقى الروح و الجوهر و الحس و الشعور و الحياة بارزة بأشكالها الدنيوية، و لكنها جوهرية أخروية.

نعم، تكون ذاتك و نفسك هي كتابك‌ اِقْرَأْ كِتََابَكَ كَفى‌ََ بِنَفْسِكَ اَلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ، كتاب حسناتك بيمينك، و كتاب سيئاتك بشمالك، كل أعمالك بارزة أمامك، مجسمة بأجسامها المناسبة لها، من خير أو شر، و هذا معنى تجسم الأعمال، و هي نفس أعمالك ترد إليك «إنما هي أعمالكم ردّت إليكم» إنما تجزون ما كنتم تعملون، جزاؤكم نفس أعمالكم لكن بصورتها الحقيقية و حقيقتها الجوهرية، و جوهرتها الروحية لا المادية، أعمالك الصالحة و إحسانك للناس يعود وجها حسنا جميلا تأنس به، و إساءتك و شرّك يعود وجها قبيحا تستوحش منه. نعم، و قد تعود حيات و عقارب تلسعك، و هكذا أعضاؤك، تعود عينك و لكن بغير شحم، و يعود سمعك و لكن بغير عظم، و يعود قلبك و لكن بدون لحم، و هكذا يعود كل شي‌ء منك و لكن بأقوى و أصح مما كان في الدنيا و كُلَّمََا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنََاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهََا هي غيرها و هي عينها، و لو كانت غيرها تماما لما جاز عقابها، و لا تنس حديث اللبنة [1] ، و ذاتك و أعمالك، و سريرتك


[1] -رواه حفص بن غياث القاضي، قال: شهدت المسجد الحرام و ابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قوله تعالى: كُلَّمََا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنََاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهََا لِيَذُوقُوا اَلْعَذََابَ ما ذنب الغير؟قال: ويحك هي هي، و هي غيرها، قال: فمثّل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا، قال: نعم، أ رأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها، ثمّ ردها في ملبنها، فهي هي، و هي غيرها.

أنظر الحديث في تفسير البرهان، للعلامة السيد هاشم البحراني قدّس سرّه، و قد نقله بتغيير في بعض ألفاظ الحديث، عن كتاب «المجالس» للشيخ الطوسي، و «الاحتجاج» للطبرسي‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست