المفارقة، و المجردات القادسة فَالْمُدَبِّرََاتِ أَمْراً ، التي هي وجه اللّه الذي لا يفنى، و لن يفنى أبدا وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاََّ عِنْدَنََا خَزََائِنُهُ ، و مََا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مََا عِنْدَ اَللََّهِ بََاقٍ .
كما أن تلك المادة الأولية و البذرة المعينة محفوظة في خزائن الغيب وَ عِنْدَهُ مَفََاتِحُ اَلْغَيْبِ لاََ يَعْلَمُهََا إِلاََّ هُوَ ، فإذا جاءت الساعة بأشراطها و قامت القيامة بالبعث و النشور و نفخ في الصور و أمطرت العناية الأزلية من سماء المشيئة فبرزت تلك البذور عند النفخة الثانية في الصور، و أعشبت الأرض و ألقت ما فيها و تخلت، و هي غير هذه الأرض طبعا يَوْمَ تُبَدَّلُ اَلْأَرْضُ غَيْرَ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمََاوََاتُ وَ بَرَزُوا لِلََّهِ اَلْوََاحِدِ اَلْقَهََّارِ ، ظهر كل إنسان بجسمه و بدنه، و عاد عليه بدنه المثالي المتجسد المتحد بروحه، فلو رأيته لقلت: هذا فلان بعينه، كما لو رأيت زيدا أيام شبابه ثمّ رأيته كهلا، لا تشك في أنه هو زيد بعينه مهما تغيرت صورته، و تبدلت ألوانه و أشكاله، و لكن بما أن الدار الآخرة دار الجمع و دار القرار و الثبات، و دار الحس و الحياة، و كل شيء هناك حي و ناطق وَ إِنَّ اَلدََّارَ اَلْآخِرَةَ لَهِيَ اَلْحَيَوََانُ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ .
نعم، كل شيء هناك حي و ناطق حتى لحمك و دمك و جلدك وَ قََالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنََا قََالُوا أَنْطَقَنَا اَللََّهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، حيث إنها دار الحس و الحياة، و دار الجمع و الثبات، تجتمع عندك جميع صورك في جميع أدوار حياتك، و يتمثل لديك كل أعمالك صغيرة و كبيرة، حسناتك و سيئاتك، و تكون نفسك و ذاتك و هويتك الخاصة، و روحك البارزة في بدنك المثالي الأخروي العنصري المناسب لدار الحس و الحياة التي تذوب و تنصهر فيها العنصريات و الماديات، و بسّت الجبال بسّا فكانت هباء منبثّا، و تكون الجبال