responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 304

و أخلاقك و معارفك، و إيمانك و يقينك، و كفرك و جحودك هي ميزانك، و هي كتابك، و هي حسابك، و هي صراطك، و هي جنتك، و هي جحيمك، و أشهد أنّ الموت حق، و النشور حق، و الصراط حق، و الميزان حق، و كل ما في القرآن العظيم حق، على ظاهره و حقيقته من غير تأويل و لا تبديل.

و لكن أشهد أنّ الموت حق ليس معناه و المراد منه أن الموت أمر واقع، فتكون شهادة تافهة باردة؛ لأنه أمر محسوس لا ينكره أحد، بل المراد أنّ الموت حق لازم موافق للحكمة و حقيقة لا بد منها، و لو لا الموت لكان الكون و إيجاد الخلق عبثا و باطلا أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمََا خَلَقْنََاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنََا لاََ تُرْجَعُونَ [1] ، فالموت و البعث و النشور، و الحساب و الثواب و العقاب، و كل ما ورد في الكتاب من المبدأ و المعاد، و أحوال البرزخ بينهما، و أحوال يوم القيامة بعدهما كله حق موافق للحكمة، و ضرورة لا بدّ منها في العناية الأزلية، فالحياة و الموت و البرزخ و القيامة و الحشر و النشر و الكتاب و الحساب، و هكذا كلها مراحل تطويها النفس الإنسانية لتصل إلى الغاية التي منها بدأت نازلة ثمّ تعود إليها صاعدة.

تفكر و تدبر، و أحسن التفكر و التدبر بقوله تعالى: اَلَّذِي خَلَقَ اَلْمَوْتَ وَ اَلْحَيََاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْغَفُورُ [2] .

و قوله عز شأنه: أَ يَطْمَعُ كُلُّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ


قو غيرهما. أنظر: البرهان: ج 1/ص 233 ط. طهران.

القاضي الطباطبائي‌

[1] -سورة المؤمنون، الآية 115.

[2] -سورة الملك، الآية 2.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست