كلمة الإمام المجتهد الأكبر آية اللّه كاشف الغطاء المؤلف-أدام اللّه ظله-كمقدمة للكتاببسم الله الرحمن الرحيمو له الحمد و المجد قال جلّ شأنه في محكم كتابه الكريم: وَ مِنْ آيََاتِهِ خَلْقُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اِخْتِلاََفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوََانِكُمْ إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِلْعََالِمِينَ[1] .
و كما أنّ الحكمة الأزلية و العناية الكلية قضت اختلاف أفراد البشر و امتياز كل واحد عن الآخر في طوله و شكله و ملامحه و سائر جوارحه، بل و حتى في نبراته و نغمات صوته، فلا تكاد تجد فردين من نوع الإنسان يتساويان في كل المزايا الجسمية و الزوايا العضوية من لون أو لغة أو غيرهما، كل ذلك دليلا على عظيم القدرة و آية على باهر الصنعة، و أنّ سعة المشيئة لا حدّ لها و لا منتهى.
ثمّ و على هذا و مثله جعل اختلافهم في الأفهام و المدارك و الشعور و الميول و الأذواق و الغرائز، و لعل اختلافهم و تباينهم في الأخلاق أكثر من اختلافهم في الخلق حكمة باهرة، و قدرة قاهرة، جلّت و عظمت فوق العظمة