الأرض المقدسة، و من جراء ذلك لم أجد بدا إلاّ التوقّف و الإقامة حتى تنفرج المضايق، و تنقضي هذه الظروف بعون اللّه تعالى.
و صار من العنايات الربانية في هذه الآونة الأخيرة أن قيّض اللّه تعالى بعض الناشرين للعلوم و الفضائل لطبع هذا الكتاب النفيس و السفر الجليل طبعا ثانيا، بحلّة قشيبة رائعة و طبعة جديدة طامحة، فكتبنا إلى سماحة شيخنا الإمام -دام ظله-في النجف الأشرف، نستدعي الإذن في ذلك، فتفضّل علينا و على روّاد العلم و طلاب الفضيلة بالإجازة لتجديد طبعه، و أمر بإرسال نسخة مصححة بقلمه الشريف و فيها بعض الزيادات و التنقيحات، و أمرني بتوقيعه المبارك بكتابة بعض التعاليق أيضا زيادة على التعليقات التي كتبنا في الطبعة الأولى، و ليس ذلك إلاّ من ألطافه الخاصة إلينا، فبادرت لامتثال أوامره شاكرا لألطافه و لإرشاده إلى ضالتي المنشودة و بغيتي المأمولة.
و قد ساعدنا في أمور الطبع و التصحيح و نشر هذا الأثر النفيس بأبهى حلة حضرة العالم الفاضل الأستاذ السيد محمد حسين الطباطبائي [1] ، نسأل اللّه تعالى أن يوفّقه و إيانا لأداء أمثال هذه الخدمات الدينية إلى العالم الإسلامي و المجتمع المذهبي، و من اللّه التوفيق و هو المستعان و عليه التكلان.
تبريز-إيران-شوال المكرم 1372 هـ-1953 م
محمد علي القاضي الطباطبائي
[1] -وكيل مجلة «العرفان» الغراء بتبريز-إيران، لصاحبها العلامة المصلح المجاهد الشيخ أحمد «عارف الزين» ، تلك المجلة الجليلة التي خدمت العلم و الدين طيلة أربعين سنة، و هي اليوم من أكبر المجلات الإسلامية الراقية انتشارا و ازدهارا، تصدر في صيدا-لبنان.